التغيير الاجتماعي .. نموذج التغيير

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالمحسن العجمي[/COLOR][/ALIGN]

قبل بضعة اسابيع، تابعنا حملة ضد التدخين ، وكان من الواضح من صورة السيجارة المنطفئة والعبارة الساذجة “التدخين يقتل” ان الامر يتعلق بحملة ما لمكافحة التدخين، لكن مالم يكن واضحا بالنسبة لي هو لماذا لا يزال هناك جهات تستخدم هذا الأسلوب العقيم في جهود التغيير المجتمعي؟ ..من الواضح لكل ذي عقل أن هذا النوع من الحملات لايؤثر كثيرا في سلوك المتلقي. الا انها لا تزال مستمرة بل في تزايد .. السؤال هو لماذا؟.أعتقد ان الخلل يمكن في القوالب الجامدة التي صنعناها ثم حبسنا أنفسنا داخلها وقررنا أنها هي السبيل الأمثل للتغيير الاجتماعي، لدرجة اننا نسينا أن العنصر الأكثر أهمية والذي ينبغي ان تخصص له أهم الموارد هو القيام بعمل فعلي على الارض.بدلا من القيام بحملة ضخمة لتشجيع القراءة تتضمن إعلانات في الصحف والانترنت بالاضافة الي ندوات جماهيرية وانشطة اعلامية اخرى تستهدف تسليط الضوء على أهمية القراءة .. أليس من الافضل لو اننا استغللنا الميزانية المرصودة لشراء بعض الكتب وتقديمها مباشرة لمن لا يقرأ؟بدلا من تنظيم اجتماع حاشد ليوم كامل ودعوة مئات الاشخاص لمناقشة سبل الحفاظ على البيئة وتقليل انبعاثات الكربون .. أليس من الافضل ان نطلب من المشاركين استغلال الوقت في زراعة بعض الاشجار في مناطقهم واحيائهم؟
بدلا من مؤسسات العمل التطوعي الضخمة المترهلة والغير فعالة .. لما لا نشجع نموذج عمل ابداعي تقوم بموجبه فرق عمل صغيرة تعمل بطريقة لا مركزية بالعمل على معالجة جزئية صغيرة من احد جوانب المشكلة عن طريق ابتكار حلولهم الخاصة ومعالجتها بالطريقة التي يرونها مناسبة؟ و تكرار هذا النموذج من قبل فرق اخرى تعمل على نفس المشروع او حتى مشاريع اخرى. من الطبيعي ان يحدث نوع من الفوضي وتركز للجهود والفرق على مشاكل وجزئيات محددة الا انها ستكون فوضى خلاقة مبدعة تسهم في تقديم حلول متعددة للمشكلة. هل وجود عشرات الفرق والحلول للعمل على مشكلة ما أمر سيء؟ على العكس تماما . بالاضافة الى ان الوقت والنوايا الطيبة كفيلة بإعادة التوازن وتوجيه الجهود نحو القضايا التي لا تحظى بإهتمام كافي بشكل يسهم في تغطية الفجوات ومعالجة الثغرات. هذا النموذج سيسهم في تحويل العمل التطوعي من عمل معقد مجهد يستلزم ترتيبات واستعدادات خاصة إلى عادة يومية مستمرة يقوم بها الشخص في وقت فراغه بالإسلوب الذي يعتقد انه أصلح وبتكلفة قليلة لا تكاد تذكر، وبالتالي استقطاب أعداد أكبر من الناشطين للعمل على قضايا وجهود التغيير المجتمعي.اعتقد ان هذا النموذج هو سبيلنا لتجاوز السلبيات الواضحة في حهود العمل التطوعي التقليدي، ودمج عدد اكبر من المهتمين في هذة الجهود والاستفادة من خبراتهم بشكل يكفل توفير حلول أكثر فاعلية ونجاحا للمشاكل الملحة التي تواجه مجتمعاتنا.
*كاتب كويتي

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *