التعليم والصحة الأساس
أسامة بن حمزة بن عجلان الحازمي
الذي يبني الحضارة الإنسان وهو الذي يدمرها، لذا وجب بناء الإنسان لأنه أساس الحضارة، وبناؤه بالتعليم والتثقيف، ومع تنظيم التعليم في حاضرنا وفتح دور له إلا وهي المدارس والجامعات تصبح هي أساس واس التعليم وروحه ومن خلال تطور التعليم السلوكي والعلمي تحكم على تقدم الشعب ومدى حضارته وتحضره .
لأنه من السهل أن تبني وتؤسس لحضارة مادية ولكن من الصعب أن تحافظ عليها بدون بناء الإنسان المتحضر في سلوكه وفكره علمه .
لذا قيل ويقال وسوف يبقى هذا القول إن أساس الحضارة والتقدم والرقي التعليم والصحة لأنهما تمسان كيان البشر .
ومتى ما انطلق شعب وتقدم في سلوكه وفكره وتمسك بهذا التقدم والرقي انتقل ذلك بصفة بديهية للأجيال التي تليه بدون مشقة . وتبقى سمة ذاك الشعب الحضارة والرقي وتدوم حضارة سلوكياته وتقدمه العلمي والمادي لان الأجيال سوف تحافظ وتطور ما تركه لها الأباء والأجداد. والصحة مهمة لأن فعلا السلوك والعقل السليم في الجسم السليم الخالي من الأمراض والعاهات، لذا تقدم الطب وأصبح طب الأسرة والمجتمع وهو الطب الوقائي أهم وأنجع واشمل من الطب العلاجي واقل تكاليف وأكثر مكسب وربحيه، لان ذلك ينعكس على المجتمع ككل واقتصادياته وهو شامل لبناء إنسان سليم خالٍ من الأمراض والعاهات .
من السهل على دولة تمتلك مدخرات اقتصادية ودخلاً عالياً أن تبني حضارة مادية بسواعد غيرها أو بسواعد الصفوة من أبناء شعبها ولكن من الصعب عليها أن تحافظ على تلك الحضارة المادية لأنها سوف تهدم وتدمر من قبل أبنائها غير المتحضرين فكريا وسلوكيا .
انظروا إلى وضعنا شوارع متسعة وبنايات مرتفعة وسيارات فارهة وأسواق متقدمة وملابس من أرقى الماركات ولكن الفوضى عامة عارمة .
اجزم أن سببها التعليم وقصوره وتقصيره وقبل تعليم الطالب الأهم مدى تقدم إعداد المعلم في المدرسة والدكتور في الجامعة والوالدين في البيت والأسرة بكاملها .
حقيقة نحتاج إلى تغيير جذري فكري وسلوكي وبهذا تتحقق رؤية ابن الفيصل الشاعر والأديب والمثقف صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة بالانتقال من العالم إلى الثالث إلى العالم الأول ويتنمى وينمو الإنسان ويرتقي المكان فعلا مع المحافظة على ذلك بل وتطويره والحفاظ على الأولوية في الرقي والتقدم بين الدول كافة بدون استثناء لسنين مديدة عديدة. وأتمنى من الأعماق تفعيل دور طب الأسرة والمجتمع ونشره في مدن البلد الحبيب وقراه حتى تكون بنية الإنسان لدينا سليمة ونتقي بأمر الله عز في علاه شر الأمراض وقد قيل والقول صحيح وحق إن الوقاية خير من العلاج ودرهم وقاية خير من قنطار علاج، ونتغلب على أمراض أخذت في الانتشار بل انتشرت مثل السكري والضغط وزيادة نسبة الكلسترول في الدم وأمراض القلب والكلى وجل سببها السمنة وكيفية التغذية وقلة الحركة وطب الأسرة يعتني بهذا كله بل وأكثر إذا ما فعل دوره وانتشر في أرجاء البلاد وذلك من اجل مصلحة العباد من مواطنين ومقيمين .
وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه.
ص ص ـ ب 11750 جدة 21463
فاكس 6286871
التصنيف: