التعصب الرياضي والمرض النفسي

الرياضة وما أدراك ما الرياضة .. شغلت الناس وأشغلتهم، حتى أثرت على حياتهم بشكل مباشر، أو غير مباشر!!
فالطالب أخذت جل وقته، وتفكيره، بل أثرت على صحته، ونفسيته بشكل كبير ..
فأخذ يتابع فريقه المفضل ليس بصورة عادية، ولا بطريقة طبيعية.. بل بصورة مرضية، أخذت كل فكره وتفكيره!!
بل إن التشجيع تطور من اختيار أحد الأندية المحببة ومؤازرتها بشكل صحيح وصحي، إلي التشجيع التعصبي المرضي !!
ولو أقتصر الأمر على صغار السن، والشباب من المراهقين لهان الأمر، لمرورهم بمرحلة فيها الكثير من التغيرات الفسيولوجية، والنفسية، والتي تؤثر بصورة بالغة على حياة الفرد في تلك المرحلة بسبب عدم نضجه العقلي، والانفعالي، والوجداني!!
أما أن تستمر حالة التعصب، لمراحل متقدمة من العمر، بتشجيع من وسائل الإعلام المحسوبة على الرياضة السعودية الهادفة، المتزنة في موضوعها، والمتوازنة في طرحها، والتي من المفترض أن تصب في مصلحة الوطن، وتسهم في تطور الرياضة السعودية لتعود لمنصات التتويج، كما كانت في السابق قبل دخول آفة الاحتراف، والتي نقلت اللاعب من لاعب وطني مخلص ومتفان في خدمة ناديه، ومنتخب بلاده، إلي موظف يسعى وراء المادة فقط، فيقصر في تأدية واجبه، سواء نحو منتخب بلاده الذي ينتظر منه أن يرفع شعاره عاليا، أونحو ناديه الذي دفع فيه مبالغ خيالية، ليحقق طموحاته بكسب البطولات المحلية والخارجية!! فتراه يلعب كالمكره للوطن !! ويلعب للنادي، ليس لأنه عاشق له، وساعيا للدفاع عن شعاره بكل قوته، وجهده وفنه وإمكاناته بل من أجل مصلحته الشخصية، فلا يبذل ربع ما عنده من قدرات وإمكانات، ليس خيانة لهذا النادي، ولكن خوفا من تعرضه للإصابة، فيكون مصيره الفصل من عمله الاحترافي كلاعب !!!
وعموما فوسائل الإعلام بأنواعها المرئية والمسموعة والمقروءة، بمحللها، وناقدها الرياضي المتعصب، المحتقن على الآخر، فلا تشعر وأنت تشاهد أي برنامج رياضي أو أستديو للتحليل الرياضي، إلا وكأنك في ميدان معركة حربية شرسة، بشتى صور التجاوز والتطاول والمغالطات والاتهامات !! فبعد هذا!! ماذا يمكن أن تكون ردة فعل المشجع المتابع لتلك البرامج الرياضية ؟!! والذي يشكّل جمهور الرياضة السعودية العريض !!
وهنا ندعو ونقول آن الآوان لتدخل وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في هيئة الإذاعة والتلفزيون بمنع الأشخاص الذين يمثلون التعصب ويدعون إليه !!
الرياضة أكبر وأعظم من أن يُسمح لبعض الإعلاميين المتعصبين تعصباً مرضياً بالإساءة لنا جميعا بشكل عام ولرياضتنا بشكل خاص!!.

الرياض
[email protected]
Twitter:@drsaeed1000