التخطيط ليس كالتفحيط
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. منصور الحسيني[/COLOR][/ALIGN]
قد أحتاج أن أبدأ بالتفحيط بحكم أنه صناعة محلية فيها مهارة جنونية ليس لها قواعد أو جغرافيا لكي نصنفها كممارسات إنسانية بحكم أنها في الأساس سلوك عشوائي يقومون به الصبية من الصغار والكبار تشبه في نتائجها محاولات للإنتحار أو تكليف الغير الكثير من الأضرار، حاولنا مكافحتها وتركنا أسبابها ومسبباتها لأنها لا تأتي بغير التخطيط.
التخطيط هو علم من علوم الإدارة التي أصبح العالم الطموح لا يستطيع التحرك خطوة للأمام بدونه لأنك سوف تتأخير إذا لم تكن تعرف الحاجة له، التخطيط يبدأ بتحديد الوجهة أو الهدف الذي هو أيضاً له مواصفات وصفات لكي يصبح هدفاً لأنك لن تستطيع أن تضع كل ما تشاء كهدف، فمن أبسط شروط أي هدف أن يكون قابل للقياس في محاوره ولتنفيذ في وقت غير مديد أو يتحول المخطط لأحلام عاطفية ليلية ما تلبث أن تتلاشا مع طلوع النهار لأنها مؤسسة باستهتار.
كل شخص في نفسه، بيته أو عمله قد يظن أو يجزم بأنه يخطط أو على الأقل يتبع مخطط مرسوم له من الذين يأخذون الملايين لكي يخططوا للملايين، ما يجعلني انتقد المُخطط والمُنفذ في كثير من المواقع والمشاريع هي النتائج البائيسة التي تؤكد أن الهدف لم يكن له مواصفات أو أن المنفذين عن الهدف تائهين، يحدث هذا بسبب الفساد أو العناد وكلاهما يشيران إلى أن المقولة التي تحتم بأن يكون الرجل المناسب في المكان المناسب قد حدث لها حادث تصادم وتم سمكرتها ودهانها في أحد الورش التي يعمل فيها المخالفين لنظام الإقامة من غير المهنيين الذين لا يحملون أي علامة تجارية أو إنسانية فتحولت هذه القاعدة العملية لتشبه طبق ملوخية.
الأمثلة التي يتضح فيها سوء التخطيط العشوائي أو المتعمد كثيرة جداً إلى درجة أنه يصعب حصرها في مقال أو لأن بعضها لا يقال بحكم أن نتائجها انهارت بسبب محتال يساعده مجموعة من الأفيال، فالطرقات أقفلت ممرات السيول والمجاري أصبحت هاجساً يخوفنا كالغول، يتخرج طالب الثانوية وعندما تناقشه تحسبه خريج إبتدائية، المرور يمنح الرخص بعشوائية ويستغرب مع الناس الزحمة لأنه يتناسى أنه أعطى الرخصة لحارس العمارة وقاله مبروك تستطيع قيادة سيارة، تُمنع تأشيرات الخدم حتى عن الميسورين المشغولين ونتشدق كل يوم بزيادة الهاربين، نقفل كل الأبواب أمام الشباب وعندما يتجهوا للإنحراف والمخدرات نقسوا عليهم ونتركهم ينامون بدون مخدات لأننا نحشرهم مع عتاولة المجرمين ونتوقع منهم بعد السجن أن يكونوا من الصالحين.
هذا إنتقاد للتخطيط الذي لا ينتمي إلى الواقع لأن كثير من المخططين يعيشون في قواقع، لا نقصد منه أن يكون وسيلة تشأم بقدر ما نتمنى أن يحرك القلب النائم، هي طموح مواطن يحب وطنه وأهله ولايريدهم أن يستيقضوا بعد فوات الأوان لذلك يقول لهم بالفم المليان \”ياجماعة هل هذا ما ينتج عن فكر إنسان في هذا الزمان؟ أم أنني استحق لقب مستر غير فهمان؟
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا
التصنيف: