فهد بن محمد علي الغزاوي

قرأت رأياً عن انتخابات مؤسسات الطوافة والذي كان يريد أن يتيح الفرصة لأي رئيس مؤسسة بالتمديد لإنهاء مشاريعهم التي لم تكتمل بعد. وأود أن أعقب على ذلك بأنني لستُ مع من ينادون بالتمديد، لأنهم أعطوا كل ما لديهم وقدموا جُلَّ أفكارهم وإبداعاتهم وطاقاتهم في مجالاتهم.نحن في حاجة ماسة لدماءٍ جديدة وطاقات شبابية. لديها من الأفكار ما يؤهلها للقيام بواجبات هذه الوظيفة أو تلك. وتحمل أعبائها ومسؤولياتها.
بلادنا ولله الحمد بها من الكفاءات والطاقات ما يكفي لتغيير الدماء والخبرات باستمرار، والاستفادة من الطاقات المعطلة والتقليل من البطالة المقنعة.
فالبعض يدعي أن هناك أعمالاً لم تنجز، ومشاريع لم تنته، ويرى إمكانية التجديد لهؤلاء لغرض إنهاء ما لديهم من أعمالٍ معلقة منذ تعيينهم حتى نهاية انتهاء خدماتهم، وأقول سبحان الله حتى لو كانت هذه الأعمال لم تنجز منذ سنوات أي بعد التمديد لهم للمرة الثانية وأيضاً لم تنجز فمتى سيتمكنون من إنجازها في المستقبل؟، ولنفترض أن الكفاءات لو شاء الله أن تغادر لأي سبب ستتعطل هذه المؤسسة أو تلك المصلحة؟ أو ستغلق أبوابها؟ أعتقد جازماً بأننا بحاجة ماسة لإتاحة الفرص لشباب بلادنا ليعتلوا المناصب ويأخذوا بزمام الأمور.
دعونا من العواطف أو المجاملات ولنكن موضوعيين في طلباتنا متحرين الدقة لمصلحة مؤسساتنا وبلادنا.. فالعلمُ يتطور والطاقات تتجدد والإبداعات تتوالى، فلا ينبغي لنا أن نبرر لهذا أو لذاك ما دامت بلادنا في حاجة لطاقات شبابها المعطل، ونحن كأكاديميين دائماً ما نأخذ بالجديد ونقدم خريجي اليوم على خريجي الأمس؛ لأن المناهج متطورة وما دُرس بالأمس أصبح قديماً لأن مجال التعليم أُشبع بالدراسات والأبحاث، فالنظريات والنتائج بعضها يَثبت وبعضها يُنفى والآخر يستمر، وما نعيشه اليوم من ثورة الاتصالات والتكنولوجيا والطب وكافة المجالات لهو دليل واضح على المكتشفات والمخترعات والمبتكرات وإتاحة الفرص للشباب لكي يظهروا ما لديهم، فما تم اكتشافه في العشرين سنةً الأخيرة يفوق ما دُرس واكتشف في القرون السابقة، لاشك أن هذا بفضل الأبحاث والاكتشافات الجديدة التي ألغت كثيراً من النظريات القديمة، فالجهود والطاقات متجددة حتى نهيئ لشبابنا تكافؤ الفرص الوظيفية؛ ونستفيد من طاقاتهم وابتكاراتهم الجديدة، فبلادنا العزيزة في حاجة لهذه الجهود والخبرات فحقوق الوطن والمواطن فوق كل اعتبار، فلابد من استراتيجية وتخطيط لكل جهاز ومرجعية يمكن الاستناد إليها منذ بداية تولي رئيس المؤسسة حتى نهاية فترته.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *