الالتزام بالنظام نتيجة قناعة أم خوف عقوبة؟ !!
نعم هناك فرق، وفرق شاسع بين مايتولد لدى الشخص من إحساس نابع من داخل النفس بأن هذا العمل أو ذاك صحيح أو خاطئ !!
وقس على ذلك كل شؤون الحياة، ومراحلها، ومسارها، منذ الولادة وحتى الوفاة !!
من أعظم تلك المؤثرات، والتي تجعل في النفس تأثيرات تدوم بدوام العمر كله!! وهي تربية الوالدين، ووجود القدوات، والمثل الأعلى لكل شخص، سواءً من الوالدين أو الأقارب، أو المدرسين، أو أساتذة الجامعات، أو أئمة الجوامع والمساجد وغيرهم!! وعليه نقول إذا أردنا قدوات فيجب تنشئة النشء على احترام النظام، والامتثال له، وجعل خرقه شئ سيئ وممقوت، ويدل على تدني خُلق وأخلاق صاحبه من قِبل المجتمع الذي يعيش فيه!! فإذا رسّخنا هذا المفهوم لدى الطفل والطفلة والشاب والشابة، فسوف تكون نتائجه العظيمة الالتزام بالنظام، وحب النظام والمحافظة على النظام..
نحن نرى الآن الكم الهائل من الأنظمة والقوانين، واللوائح والتي تنظّم الحياة الاجتماعية، والسياسية، والرياضية، وغيرها من صنوف الحياة المتنوعة، من أنظمة متعددة تحفظ أمن وأمان هذا البلد وتحافظ على الأرواح والممتلكات، ولعل منها وعلى سبيل المثال؛ أنظمة المرور وقواعده ولوائحه المتعددة، والتي صارت بالآونة الأخيرة شدة وتشددا، وتوثيق الخناق على المخالفات والمخالفين.. ورغم كل ذلك الحزم والقوة إلا أننا نرى الكثير والكثير من التجاوزات، والانتهاكات من قبل الكثير لهذه القواعد والأنظمة!! وخاصة إذا غابت عين الرقيب!! سواء داخل المدينة أو خارجها!! ليلاً ونهارا، سراً وجهارا!!
فلماذا ؟!! للإجابة عن هذا السؤال نرجع لما ذكرنا آنفا ؛ بأن القانون واحترامه، والامتثال به نابع من داخل النفس، ومن قناعة الشخص!! وهذا أقوى دافع يجعل النظام يُحترم بكل وقت ومن كل عمر، وكل جنسية، ليلاً ونهارا، صيفاً وشتاء!!
فلو كانت هناك إمكانية ليرافق كل شخص رجل مرور، يتابعه ويراقبه، لأرتكب ذلك الشخص المخالفة تلو المخالفة، في أي لحظة، وأي مكان، ووفق أي فرصة تتاح له!! لأن ذلك الالتزام يعتبر التزام مؤقت، بقوة النظام وليس بقوة القناعة والفهم والإدراك، والثقافة العامة والشخصية، بأن هذا السلوك أو الفعل خاطئاً!!
إذن وبعد كل هذا فأرى أن الحل الوحيد والعلاج الناجع المفيد، والذي يعتبر علاجا ودواءً، وليس مهدئاً ومسكناً لبعض الوقت، بأن نفعّل التوعية والتثقيف، والتوجيه والتعليم والإرشاد للمجتمع عن طريق وسائل الإعلام بشكل مكثف وباختلاف أنواعها المرئية والمسموعة والمقروءة ، والمدارس والجامعات، والجوامع، وغير ذلك!! لنجعل الالتزام بالنظام واحترام الأنظمة سلوك حضاري، وعنواناً لتقدمنا وتطورنا وتحضرنا!! ونطبق على أنفسنا المقولة الخالدة ( المواطن رجل الأمن الأول) ..
ودمتم بود ،،
التصنيف: