علي محمد الحسون

سألني صديقي ونحن نأخذ مجلسنا في ركن \”المطعم\” المطل على البحر الممتد أمامنا بكل غموضه.. وأسراره.. ورهبته وقد لفه سكون شديد إلا من بعض تلاطم خفيف لموجه وأنوار من البعيد تتسع في الفضاء الواسع.
قال صديقي : – خروجا عن سياق الحوار الدائر بيننا – هل هذه الصرخة العلمية التي أقامت الدنيا ولم تقعدها باستنساخ \”النعجة\” دولي التي ملأت الفضاء لأيام ثم نسيناها هي المحاولة الأولى في عالم الاستنساخ؟.
لم أفهم السؤال.. كما عناه صديقي.. فقلت ماذا تقصد بهذا؟
قال اعتقد ان سؤالي واضح.. أليس هناك \”أناس\” مستنسخين من آخرين؟.
لا اكتمكم اعجبني السؤال .. وادهشني – معناه – فرحت اقول له وانا اطارد تداعي افكاري لعملية \”الاستنساخ\” تلك.. ماذا يحدث عندما يخرج هذا \”العلم\” المذهل صورة طبق الاصل \”لإنسان\” يأتينا بكل تكوينه الفكري والعصبي بمعنى ان يفكر المنسوخ والمنسوخ منه تفكيرا واحدا وفي ذات اللحظة والتو كأن نجد نسخة لصدام حسين ونسخة لمعمر القذافي.
عندها قال صديقي لقد وصلنا الى ما اريد ان اقوله لك.. اذا عجز هذا العلم.. من الوصول الى هذا المستوى من الاستنساخ واكتفى بالصورة الخارجية فقط فإن هناك من استطاع ان يوجد لنا \”استنساخا\” واحدا في الفكر والتوجه.. وهذا ادق واخطر.. انظر حولك في هذا الفكر الاحادي النظرة والمتطرف الذي ملأ الحياة العربية أليس هذا هو استنساخ اكثر خطورة.. انظر الى تلك الاحزاب الضالة التي تصطبغ بلون واحد من الفكر دون محاولة ولو بسيطة منها للنظر خارج ما رسم لها .. هذا الاستنساخ الفكري اشد خطورة من الاستنساخ الآخر.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *