الاختلاف .. لتعارفوا وليس للعنصرية

• ابراهيم عسيري

عندما كنا نسمع أو نقرأ أو نشاهد ما يحدث في الدول الأوروبية وخاصة في ملاعب كرة القدم وما يحدث من بعض ( المشجعين المتعصبين ) وإطلاقهم عبارات (عنصرية) على بعض اللاعبين لأسباب اللون أو الديانة أو غيرها كنا حينها نغضب ونستنكر تلك العبارات والتصرفات ونراها شيئا مقززا وغير إنساني ونرفضه بشدة كمجتمع مسلم يراعي حقوق الانسان وكرامته التي حفظها له الخالق سبحانه وتعالى حيث كفل له الكرامة والتقدير والمساواة ..
ولكننا وفي أحيان كثيرة نفاجأ بخروج البعض منا عن نص المساواة بين البشر فيأتي من بيننا من يتصف بصفة ( العنصرية ) تلك الصفة القبيحة بكل ما تعنية هذه الكلمة من معنى فالا تصاف بهذه الصفة يعد طامة كبرى وأين في بلد يحتضن الحرمين الشريفين وجهة كل المسلمين على اختلاف أجناسهم ولغاتهم وألوانهم فمنهم من يأتي لاداء المناسك ومنهم من يأتي للعمل واخرى للدراسة ويفاجأ بمعاملة (عنصرية) تكاد أن تفقده صوابه واكثر من ذلك تجعله يذرف الدمع حرقة وحزنا ليس لانه لم يسمع كلمات مثل هذه من قبل ولكن لانه سمعها من شخص ينتمي لارض الحرمين ارض التسامح والسلام والمساواة والرحمة والعدل حيث كان هذا الوافد المسلم ينتظر من كل من في هذه البلاد أن يكونوا له ذلك الامان الذي يحتضنه ويجعله يشعر بانه بين اخوته واسرته ولكنه يفاجأ من بعض القلة القليلة التي تتصف (بالجهل) وانعدام الانسانية اناس لا يفقهون شيئا سوى التكبر والتعالي واحتقار الاخرين وكان أولئك الاخرين هم من اختاروا الوانهم أو لغاتهم أو جنسيتهم فيبدأون بالسخرية منهم واحتقارهم ومعاملتهم معاملة (دنيئة) لاتليق بمبدأ الانسانية والتسامح ولا بمبدأ مسلم يعلم تعاليم الدين ووصايا الرب سبحانه وتعالى الذي جعل ميزان المفاضلة بين الناس هو ( التقوى) قال تعالى (إن اكرمكم عند الله اتقاكم).
لا أدري لماذا يصر بعض الجهلة ممن لا زالت الجاهلية تعشش في عقولهم !! يصرون على تشويه صورة مجتمعنا المتسامح المحب للجميع ولكنهم وللاسف الشديد يصورونه بشكل آخر أكثر بشاعة و (عنصرية) نهى عنها الرب سبحانه وتعالى وكذلك رسوله عليه افضل الصلاة واتم التسليم ..حيث قال لذلك الصاحبي الذي عير بلال بامة عندما قال له( يا ابن السوداء) فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام (إنك امرؤ فيك جاهلية) .
وبذلك الحديث عن العنصرية فإننا ندرك حكم كل من يتصف بهذه الصفة الشنيعة(العنصرية) بكل أنواعها وأشكالها من يفعل ذلك ينطبق عليه حديث الرسول عليه الصلاة والسلام السابق ذكره الدال على أن كل من يتعامل مع الناس بعنصرية فهو شخص يحمل في داخله جاهلية بغيضة نهى عنها الله تعالى ورسول عليه السلام.
فالله سبحانه وتعالى عندما عندما خلق الناس على اختلاف أشكالهم وألوانهم وشعوبهم أوضح ان اختلافهم لأجل غاية ذكرها سبحانه وتعالى في كتابة الكريم ألا وهي قوله تعالى(إنا خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ) لاحظوا الغاية من الاختلاف (لتعارفوا) وليس ليتخذ بعضكم بعضا سخرية !!!
فهل يكف أمثال هؤلاء (الجهلة ) عن إيذاء خلق الله المسلمين الموحدين !! هل يعلمون مقدار الجريمة التي يرتكبونها في حق إنسان مسلم يؤمن بإن الاسلام دين مساواة لا فرق فيه بين اسود وابيض إلا بالتقوى ولكنه يصدم بمن يعيرنه (بلونه أو جنسيتهم أو لغته ) هل هذا تعامل يرضى الخالق سبحانه وتعالى ؟؟
اخر كلام :-
خلــقنا اللـــــه سبحــانه عـــباده كلنا من طين
لـيه الــكبر نــتعـالــى وبـاخرهـا قــبر واتـراب
بني آدم خطايانا كـــبر نــقـسى على المسكين
نشوف الناس ماهي ناس نحسبها كذا بحساب
نـقــدر صــاحــب الهيبة معرب شامخ الجد ين
ولا نحـسب حسب اللي بسيط الحال والاقـراب

 

[email protected]
twitter.com/ib_asyri

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *