[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد أحمد فلاته[/COLOR][/ALIGN]

الإصلاحيات الاجتماعية ( السجون ) الأصل في هذه الإصلاحيات أنها مرفق من مرافق الإصلاح والتقويم وتعديل السلوك لأفراد المجتمع من الجنسين وإن كان عنصر (الرجال) هم الأكثر عرضة للإيقاف والتواجد فيها نظرا لكثرة تعاملاتهم وشدة بطشهم وحدة طبعهم , مما يؤدي إلى بغي بعضهم على بعض فتكون الخصومات والمنازعات التي تكون سببا لولوجهم إلى هذه الإصلاحيات(السجون ).
لعل أسباب دخول هذه الإصلاحيات نوجزه في الآتي :
مخالفات الضوابط الشرعية ,كالتجني على الدين والنفس والمال والعقل والعرض. ومن أمثلة ذلك الردة والقتل والسرقة والسكر والمخدرات والتعدي على أعراض الناس بالقول والفعل .
مخالفات الأنظمة والقوانين التي يسنها ولي الأمر والتي تقتضي إقرار المصالح ودفع المفاسد , كالمخالفات المرورية , ومخالفة أنظمة الإقامة والتزوير .
مخالفات الأنظمة الاجتماعية كالاختلاء بالنسبة للأجانب أو الاختلاط أو ضبط الأفلام الخليعة والصور المشينة .
وحديثي عن الاحتواء يتضمن عنصر المرأة ذلك العنصر اللطيف الرقيق الهين فقد شبه النبي صلى الله عليه وسلم عنصر المرأة بالقارورة في شفافيتها ورونقها ولطفها , بل ذهب إلى أبعد من ذلك فوصفهن بالقوارير يدل على رقتهن وضعفهن في آن واحد , ولذلك فإن القارورة من الزجاج أو القوارير تكسر لأدنى ارتطام وتلوث لأدنى لمس ويذهب بريقها.
فهذا العنصر الذي هذا وصفه والذي يغلب عليه الرقة والحياء والخوف فهو أقل جرأة على ارتكاب الجرم من قتل وسرقة وفحش .. فمجتمعنا المتحفظ لا يتصور أن تقدم امرأة على خطأ يحيلها إلى الدخول لهذه الإصلاحيات (السجون) .ولكن مع تغير الأيدلوجية التي تعيشها المرأة في مجتمعنا , والتي جعلت المرأة تخالط المجتمع في كثير من الأعمال التي قد تجبرها للوقوع في الخطأ ومن ثم الخصومة والمحاسبة والمقاضاة والإيقاف أو الإحالة إلى الإصلاحية.
وكذلك الانفتاح الذي جعل المرأة تنطلق بلا قيد ولا رقابة من ولي الأمر وأحياناً فرط الثقة من وأولياء الأمور .. فتنخرط المرأة في المجتمع , تحت مظلة المناسبات والاحتفالات وزيارة الصديقات ونحو ذلك فتقع في ممارسة التدخين والمعسل والمنشط حتى وقع بعض فتياتنا تحت وطأة المخدرات والمنشطات والاختلاط .. ومن خلال هذه الممارسات وصل كثير منهن إلى الإصلاحيات كشقائقهن الذكور .
والاحتواء الذي أعنيه هو الاحتواء المباشر لهذه الفتاة التي وقعت في الخطأ نعم حدث ما حدث .. أخطأت ابنتي .. أختي .. زوجتي (لا قدر الله ).. خرجت من الإصلاحية نالت عقوبتها الشرعية والنظامية تطهرت من الذنب والخطيئة .. كيف أتقبلها واحتضنها كأب أو كأخ؟ كيف نتقبلها ونحتضنها كآباء وأمهات وإخوة وأخوات ؟ المشكلة التي يعاني منها أولئك الذين أفرج عنهن وأطلق صراحهن .. رفض المجتمع لهن وأعظم من هذا بالنسبة للفتيات رفض أسرهن لهن , ويكون الرفض لهن بالازدراء والاحتقار والتهميش والإقصاء , بحجة أن هؤلاء الفتات دنسن سمعة أسرهن وسودن وجوه عوائلهن وفعلن وتركن ..الخ ويغيب عن هؤلاء سوء هذا الفعل والضغط النفسي المتوالي على هذه الفتاة . . ويغيب عن هؤلاء أيضا .. هدي النبي صلى الله عيه وسلم فالاحتواء له ضوابط يجب أن نتقيد بها وإلا ازداد الأمر سوءاً .. والضوابط هي :
يجب أن ندرك أن ما أخطأنا لم يكن ليصيبنا وما أصابنا لم يكن ليخطئنا
يجب أن ندرك أن هذه الفتاة هي ابنتنا وستظل ابنتنا شئنا أم أبينا وكما يقال (لا يطلع الظفر من اللحم ).
ستظل هذه الفتاة تحمل اسمنا بكل المعايير والمقاييس .
يجب أن لا نحمل الفتاة كل الخطأ فقد نقاسمها كأولياء أمور بعض الخطأ.
يجب أن ندرك إن لم نتقبلها ونحتضنها ستعاود الخطأ .
يجب أن نهون عليها الأمر .
علينا بمزيد من الرقابة والثقة .
هناك أسر لا تقبل الفتاة فضلاً على احتوائها .. وهؤلاء أخطأوا من وجهة نظري مرتين , الأولى حين غفلوا عنها حتى وقعت في الخطأ والثانية , بتصرفهم هذا سيلجئونها إلى الخطأ ثانية .. وليتذكروا قول النبي صلى الله عليه وسلم (لا تكونوا عوناً للشيطان على أخيكم ).
فجع النبي صلى الله عليه وسلم في حبيبته عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها في قصة الإفك المعروفة.والنبي هو قدوتنا .. فهلا اقتدينا به .
ص.ب 105439ـ41321
Mabw123 @GMAIL.COM

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *