[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]إيناس البستكي[/COLOR][/ALIGN]

إذا ما نظرنا إلى عملية تبادل الآراء والأفكار والمعلومات اليومية في حياتنا بشكل شفهمي أو كتابي أو حتى رمزي,لوجدناها مجرد طريقة يتم من خلالها انتقال المعرفة من شخص لآخر حتى يصبح مشاعاً بينهما،ويؤدي إلى التفاهم بين هذين الشخصين أو أكثر،وبذلك يصبح لهذا التواصل عناصر ومكونات واتجاه سير ، وهدف يسعى إلى تحقيقه،ومجال يعمل فيه ويؤثر فيه.
فكيف نحقق التواصل الفاعل البناء ؟,الذي يحقق أهداف رسالتنا التي نتطلع لبناء قناعتاها في ذهن الآخرين ؟ باعتبار أن الرسالة هي الوسيلة التي ننقل من خلالها المعاني,الكلمات,المنبهات والمشاعر التي نريد إيصالها,فيكون من المجدي التعرف وقياس أثرها مسبقاً قبل بثها سواء على مستوى الاتصال الشخصي أو الجماهيري عبرالصحف ووسائل الإعلام على سبيل المثال.
إن الفهم الجيد لطبيعة البشر الذين نود التعامل والتواصل معهم من خلال أسلوب اتصال ما نحدده, هو الأساس الذي نبني عليه نجاح أو فشل الرسالة , و في هذا المقال سألخص من خلال اطلاعي على دراسات سابقة ٍأجريت في هذا المجال,وبحثٍ قمت بإعداده متخصص في الاتصال التربوي الصفات الواجب توافرها في الشخص المرسل بشكل عام لتحقيق تواصل تجنى ثماره بشكل سلس ومباشر.فهناك عادات مهمة يجب أن نغرسها في ذواتنا وشخصيتنا,لأنها مطلوبة أثناء مواجهه الغير,فهي ستعكس ذكاءنا والمستوى الخلقي الذي نتجمل به,والثقة التي سوف تبنى من هذا المنطلق أو تهدم .
فلتكن رسالتك واضحة المعالم,وتجنب الظهور بمظهر اللامبالاة,فكن مستمعاً جيداً قبل أن تتحدث واستمع غلى نفسك أولاً, كي لا تبدو أقل وعياً , فلا نستخدم كلمات ومصطلحات معقدة التركيب,وتجنب الكلمات الأجنبية والكلمات المتخصصة في مجال ما, حتى لا يتهمك الناس بالغرور والتعالي عليهم .فإن استخدام عبارات بسيطة ولبقة تقربك من الآخرين وتساعدك في التعبير بشكل صحيح, وأعط النقاش حقه والتزم لحظات الصمت ولو لثوانٍ لتمنح المستمع فرصة تجميع شتات الأفكار؛فالتغذية الراجعة ضرورة تكشف لنا مدى تأثر المستقبل برسالتك,ولا بد من أن نتدرب على آلية التعبير عما نرغب لنكون مؤثريين ومقنعيين ناجحين,فإن تكرار المفردات والكلمات نفسها يعكس الغموض والشك في مصداقية قولك وسلوكك العام,فليكن الكلام حيوياً مفعماً بالحماس ومبنياً على فصاحة ولباقة يسهل من خلالها توصيل المعنى المراد، وتذكر أن العملية الاتصالية تتابعية؛بمعنى أن الأدوار متغيرة بصورة تتابعية أثناء الحديث,فعندما بدأت كمرسل للرسالة وتم التفاعل بتبادل الرسائل في نفس الموضوع,أدركت ان دورك يتغير مع استمرار الحديث والتواصل وهكذا.
ولا ننسى أن نترك انطباعات جميلة لدى الغير عن أنفسنا,وإن لم نحقق الهدف من تواصلنا,فلتضيء الابتسامة معالمنا التي نزيل بها الحواجز , وبروحٍ صادقة وجميلة لا مزيفة نصل إلى القلوب قبل العقول,هكذا يجب أن نصنع ذواتنا لنكون قادرين ومستعدين للتواصل بأشكاله وأنواعه المختلفة.

[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *