ليلى عناني

لم أكن يوماً من المؤيدين لابتعاث شبابنا الغض مباشرة للغرب بعد نيل شهادة الثانوية دون تأهيل وذلك لأسباب كثيرة، منها أن الشباب في مثل هذا العمر لم يقتحم الحياة الحقيقية بعد فلا يزال هناك الكثير ليتعلمه كي ينضبط في الحياة العامة وإن كان يعتقد بأنه سيبدأ مشوار حياة ستنقله نقلة سحرية بعيداً عن رقابة الأهل والمجتمع فكل ما يمقت من قيود لن تكن هناك في الغرب!
وهذا الكلام \”لا يعم الكل\” ولكن فقط لمن هم مستهترين بمستقبل حياتهم أو غافلين عن مصلحتهم فمقاعد الجامعة لن تعلمهم ما لم يتعلموه من آبائهم ولن تذكرهم بمبادئ دينهم، ويكونون غافلين عن الهدف الأساسي للإبتعاث الذي هو نيل العلم. ففي مقاعد الجامعة سيكون أمامهم الكثير لتعلمه عبر التخصص الذي سيختارونه والذي سيعدهم فيما بعد التخرج لرفعة شأن بلادهم.
وكم من الشباب وبكل أسف قد وقع في براثن نساء في العقد الخامس من أعمارهن متخصصات في صيد الشباب السعودي بالذات، والذين حُرموا من رعاية أمهاتهم وحنانهن قد ينجرف بعضهم خلف الحنان الزائف والانغماس في الحب المزيف والرعاية الكاذبة ليقعوا معهن في الرذيلة واستغلالهم أسوأ استغلال بحجة تعويضهم عما فقدوه من عطف وحنان أمهاتهم فيوفروا لهم المخدرات وكل أنواع الانحراف طوال مدة الابتعاث ومقابل ذلك دفعهم للإنفاق عليهن مقابل عيشهم معهم تحت سقف واحد وما خُفي كان أعظم وكم من الشباب جهر بما حدث ولم يبالي!
أما هنا في بلادهم ومهما كانوا مستهترين فسيكونون تحت رعاية أولياء أمورهم وتوجيههم فالابتعاث في رأيي يجب أن يكون في مرحلة الدراسات العليا (كما كان في السابق) بعد أن يتخطى الطالب والطالبة مرحلة المراهقة والمرحلة الجامعية،أما ابتعاثهم في هذا السن الصغير الذي هو سن المراهقة قد يؤدي إلى ضياع البعض بجانب الخسائر التي سيتكبدها الآباء والدولة كذلك خاصة عندما يكون الشاب ممن لا هدف لهم غير \”الفلة\” في بلاد بعيدة خارج نطاق رعاية آبائهم وأمهاتهم.
اللهم اهد أبناءنا وبناتنا وحبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم و كره إليهم الكفر والفسوق و العصيان، اللهم احفظهم بعينك التي لا تنام، و أعدهم سالمين غانمين غير خزايا و لا مفتونين، اللهم آمين.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *