الإيمان حين يقود للهلاك

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]رؤى صبري[/COLOR][/ALIGN]

يعتبر الإيمان النور والدلالة في الحياة لتمييز الخطأ من الصواب وللحصول على أفضل الإجابات, ودرجاته كثيرة لا حصر لها كما أنه خصلة دينية محببة لكن هل يمكننا التصور أن الإيمان قد يقود للهلاك يوماً؟!
وحين ننظر إلى الوقائع نجد أن الدين الإسلامي حذر من الغلو ونفَّر منه لما فيه من ضرر واقع على الإنسان ولكنه نوع الإيمان الذي يخشى منه على المسلم لأنه يجعله منعزلاً عن الممارسات المباحة الأساسية في حياة الإنسان لخوفه من عقاب لا يوجد أصلاً كما أن أصل الدين هو الدعوة للوسطية وليس التشدد أو الإفراط.
ولا ننسى نوعاً آخر حذَّر منه الدين ألا وهو التواكل فكثير من الناس يعتبرون التواكل نوعاً من الإيمان بالقضاء والقدر ولا يأخذون أي احتياطات لأي شيء إيماناً منهم بأن القدر واقع ولا يجوز إلا تقبله بكل الأشكال والصور وهو شيء صحيح على حد ما، لكن هل يعني إيماننا بالقدر ألا نربط حزام الأمان مثلاً؟ أو ألا نحرص على أخذ التطعيمات الأساسية الأولية؟
وكثير من الناس تتجاهل ذلك بالرغم من تحذير الدين من تصرفات كتلك وتنفيره منها فالإيمان لا يعني التواكل أو الغلو أو التشدد، بل جل ما دعا له الوسطية البحتة التي يوازن فيها المؤمن بين اجتهاداته وعمله وحصيلة أفعاله، كما لا ننسى قوله تعالى: \”ولا تلقوا بأنفسكم للتهلكة\” لكن للأسف كثيراً من الناس تتجاهل ذلك عمداً حتى تخلق لنفسها المبرر للكسل وغالباً ما تكون العواقب وخيمة لها أبعاد مستقبلية.
الإيمان شيء رائع يمد الإنسان بالأمل والطاقة للعمل نحو الصواب وليس للهلاك ولو كان مفهوم الإيمان هكذا لما جعله الله فضيلة لكن المهم هو أن نفهمه على شكله الحقيقي وألا نجعله ستاراً يخبئ رغبات النفس أينما كانت.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *