[COLOR=blue]سلطان علي الشهري[/COLOR]

الكثير من موظفي الشركات يتمتعون بإنتاجية عالية تفوق غالباً موظفي القطاع الحكومي، حتى أنك ترى هؤلاء الفئة يصعدون المراتب الوظيفية بتسارع ملحوظ، بينما يعاني نظيرهم الحكومي صاحب نفس القدرات والشهادات من بيروقراطية تحتم عليه انتظار موعد اختبار الترقيات كل أربع سنوات مع حلم ملازم بالترقية ولو عن طريق الواسطة.
الإشكالية التي جعلت موظف القطاع الخاص يتفوق على الموظف الحكومي لها عدة مسببات منها ما يتعلق بطبيعة العمل الحكومي ونظام الترقيات وتقييم المدير المباشر، وبشكل عام نظام الخدمة المدنية يؤثر بشكل كبير، بينما إيجابية الموظف في القطاع الخاص كان لها التأثير الأكبر في تميز موظف عن موظف آخر في الشركة ذاتها رغم تساوي الفرص .. كيف؟.
بيئة العمل في القطاع الحكومي أثرت سلباً على إنتاجية وسلوك الموظف في منظمته، وخلقت نوعا من الشعور الداخلي بأن العمل أو عدمه سواء، مع أهمية كسب ود المدير المباشر حتى يحصل على تقييم سنوي عالٍ يستفيد منه وقت الترقيات أو الطلبات الأخرى.
بينما موظف القطاع الخاص محاط بجو آخر من المحفزات المادية والمعنوية، فكل عمل مثمر أو اجتهاد صائب يقابل بشهادة تقدير أو مكافأة أو ترقية وقد يجمع بين اثنتين فأكثر، والشاهد هنا أن هذه المحفزات تخلق شعوراً بأهمية (التعاون) مع الجميع كون ذلك يؤثر طردياً على سمعة الموظف وتقييمه وكذلك يحصل على التعاون المقابل من الأخرين فيسهّل ذلك عمله وبالتالي يتمتع الجميع بمرونة حقيقية، فتتم الأعمال المطلوبة بكل سلاسة وتُقتل بذلك بعض أنواع الروتين الضار، وكل ذلك موثق في ملفه لا يخشى انتقال مديره أو نميمة أحد الزملاء أو أي مفاجأة قد تعترض مساره الوظيفي كما يحدث في بعض المنظمات الحكومية !.
إحدى الوزارات الخدمية قامت بالجمع بين مميزات القطاع الخاص ومميزات نظام الخدمة المدنية مع عدم تخطي أنظمته ولوائحه والمزج بينهما، تمكن من خلال هذا المزج المتجانس عدد من موظفي الوزارة من الحصول على مناصب صغرى ومتوسطة والحصول على شهادات تقدير (شكراً) ومكافآت، وكذلك وفرت الوزارة دورات تدريبية في أكاديمية الوزارة ودورات خارجية، وكل هذه انجازات غير مسبوقة.
مجرد احساس الموظف بإمكانية المشاركة في القيادة والحصول على تقدير معنوي أو مادي يغير من ولاء الموظف الحكومي للمنظمة ويقوي العلاقة التبادلية ويدعوه للتفاني والانتقال من (مرحلة) انتظار الترقيات إلى مرحلة الانتاجية والمشاركة والتعاون مع الزملاء في إدارته التي يعمل بها و الإدارات الأخرى وسوف يتغير تباعاً لذلك تعامله مع المستفيدين من خدمات الوزارة من التعامل بالروتين الجاف إلى التعامل (المرن)، وكل ذلك يحقق الايجابية في العمل فتتحقق الأهداف العامة وتصل الوزارة لرسالتها ويحصل الموظف على حاجته من التقدير وتحقيق الذات.
والله أعلم

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *