الإنسان والقمة !!

تهاني سعيد الحضرمي
تعد الصواعق أحد أهم الظواهر الطبيعية التي جعلت الإنسان يسعى إلى البحث عن الكيفية الفعلية للاستفادة منها والتقليل من أضرارها قدر الإمكان فقد عرفها العلماء بأنها الضوء المتوهج الذي ينطلق من السمــاء في اتجــاه الأرض على صورة برق حيث يحدث ذلك بسبب الشحنة الكهروستاتيكية التي تحملها السحب وهي شحنة سالبة ويقابلها على الأرض شحنــة موجبـة تُحـدث فرق في الجهد مما يـؤدي إلـى انطـلاق الشحنـة الكهربائيـة من السحابـة إلى القمم الأقرب الـموجـودة عـلى الأرض ، ومـن منطلق التعايش مع الواقع وتفادي الكوارث كان لوجود مانعة الصواعق أثر فعال في القدرة على امتصاص الشحنات ومرورها فهي أداة لا تمنع حدوث الصواعق لكنهـا تعمل على تسريبها إلى الأرض دون حدوث خسائر ..
هكذا الإنسان عندما يعمل بجهد ويرتقي بصدق ويحلق في العلياء بإنجازاته وإبداعاته يكثر حوله الحاقدون !! يتآمر عليه الحاسدون !! يُدبر المكائد المخادعون !! يُثير الفتن الواشون !! وتُحدق نحوه العيون !! وتتكاثف حوله الغيوم !! ويزداد تجاهه نفث السموم !! وتنتشر الصواعق البشرية من أجل خلق العثرات وإنهاك الطاقات وتحطيم المهارات والفتك بالقدرات !! بحثاً عن طرقاً تشده إلى (القاع) نقطة الصفر بعد أن اعتلى القمة !! فتأخذه الظنون وتحيره الشكوك ويفق الثقة بنفسه والمحيطين به ليحصل ما هو غير مرغوب !! لمن وصل إلى القمة نقول: لا تجعل الهزيمة تبارزك وتذكر بأن الله معك وحين تشعر بأن الكل ضدك يظهر بصيص أمل يضمك ، الأصدقاء والمحبون والناس الذين يحتفظون بالمعروف ويصونون ، والقلوب التي تهف مخلصون !!
لا تجعل الصواعق تحرمك متعة الإنصات إلى النجاح بفنون ، وتأمل فضل الخالق وعظيم نعمته عليك حين وهبك ما يحسدك عليه الآخرون .. وتعلم بأن الحياة تجارب تكشف المخبئ والمستور .. لا تحزن حين تجد البعض منهم عنك يرحلون ، فهم بذلك كانوا هم الخاسرون ، لأن المأزق تميز الصديق عن الخائن الكتوم ، ولا تلتفت إلى الوراء فالقادم أجمل سوف يكون ، لأن الثقة بالله أعظم من أن تظل تبكي على ما فات من المقسوم ، وتأكد بأن الوصول إلى القمة صعب ولكن المحافظة عليها أصعب مما يقولون (الصواعق لا تصيب سوى القمم ).
قطر:
تأتي الزوابع لترحل ولكنها تجعلنا أقوى مما نتخيل
العنوان البريدي : مكة المكرمة
ص. ب 30274
الرمز البريدي : 21955
[email protected]