[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. منصور الحسيني[/COLOR][/ALIGN]

عندما تود المقارنة بين الإنسان والحيوان في المكونات الجسمانية ( باستثناء الإبل ) فسوف نجد تشابهاً كبيراً جداً مما جعل داروين يعتقد ان الإنسان اصله حيوان، بل نجد ان الحيوان يتفوق في بعض المواصفات عن الإنسان من حيث القوة والتحمل بل وحتى في انجاز بعض الأعمال بالرغم من انه لا يملك الميزة التي كرم بها الإنسان وذلك هو العقل الذي عندما يفقده الإنسان يصبح اقل فاعلية من الحيوان في أي زمان ومكان.
* الحيوان مهما حاول لا يستطيع منافسة الإنسان في حسن التصرف باستثناء الكلب في الوفاء، لكن الإنسان يمكن ان يكون أسوأ من الحيوان عندما يعطل تلك الميزة التي فضله الله بها عن كثير من الخلق ولهذا وصف خالق كل شيء سبحانه بعض البشر بأضل من الأنعام عندما يفعلون فعلها وهم يحملون العقول.
* أكثر صور العلاقات بين البشر تكون بين الصنفين الذين يكون بهما ومنهما تكوين الإنسان .قال تعالى\” يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى \” فعندما تقيم العلاقة بين الذكر والأنثى تستطيع بسهولة التفريق بين ما هو من صفات الإنسان أو طبائع الحيوان في مختلف أنواع العلاقة سواء الحسية أو العقلية، فمن يريد معرفة نفسه بنفسه عليه ان يحلل تصرفاته الشخصية مع الطرف الآخر ليتعرف على نفسه إذا ما كانت تلك التصرفات يستطيع التفاخر بها فهي من طباع الإنسان وإذا ما كان يخاف إظهارها عنها بالتأكيد هي من طبائع الحيوان ولو كان يسميه الناس بمختلف وارفع الألقاب الإنسانية.
* المال من الوسائل التي يستخدمها الإنسان ولا يعرفها الحيوان ولهذا اصبح المال الفتنة الكبرى للإنسان، فقد تجد من يتعامل مع المال مثل الحيوان يقوم على حراسته دون ان يستفيد منه هو أو غيره ويظن انه يحسن صنعا، وهنالك من يتعرف على دليل الخالق للبشرية سبحانه بواسطة العقل فيتأكد ان المال هو ليس له لانه لا يعرف متى سيرحل ويترك المال الذي ليس له قيمة لمالكه بعد الموت بل قد يكون نقمة على الورثة لقوله تعالى\” حتى إذا حضر أحدهم الموت قال ربي لولا أخرتني الى اجل قريب فاصدق وأكن من الصالحين\” فهل انت إنسان بعقل بشري ام إنسان بصفات حيوان؟
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *