[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عمر عبدالقادر جستنية[/COLOR][/ALIGN]

في حديث لا يخلو من الصراحة وبعض الشفافية انتقد رئيس مجلس ادارة غرفة التجارة الاسلامية رجل الاعمال صالح كامل عدم وجود حلول يستند اليها العالم للخروج من الأزمة المالية التي تتمادى ، وربما لن تتوقف قريبا لأن فصولها لم تكتمل بعد ، وزاد ان تقديم الأموال لمساندة اقتصاديات بعض الدول التي تضررت لن يكون كافيا ، مالم تحدد الاخطاء التي قادت الى الأزمة ، ووضع الضوابط لعدم تكرارها ، واكد ان الاقتصاد الاسلامي ليس جاهزا بعد ليكون بديلا مواتيا للراسمالية الجشعة للخروج من الأزمة الحالية ، وان كان لديه بعض الحلول لها ، بدليل ان مختصين وساسة من بعض دول الغرب يطالبون اليوم بدرس توجهاته ، وامكانية تناولها للتطبيق ، وهو قدر حجم الاقتصاد الحقيقي للعالم اليوم بنحو 65 تريليون دولار والوهمي بنحو 630 تريليون دولار ، وقسم فصول الازمة بين النظام المصرفي واسواق الاسهم اضافة الى السلع التجارية ، وذهب الى القول ان الراسمالية ليست العلة ، ولكن بعض ادواتها ومشتقاتها التي ابحرت بعيدا بدون رادع ، وكرر ان اقتصاد السوق هو الحل ولكن بشروط وامتيازات يجب مراعاتها وعدم التفريط فيها ، وحمل على الربا بعدما اعتبره اس بعض الاشكاليات الرئيسة في الازمة العالمية ، مستشهدا بآيات من القران الكريم وبعض الاحاديث النبوية الشريفة ، واعتبر سقوط صناعة السيارات في الولايات المتحدة قبل غيرها ان حدث سيكون مؤشرا لتفاقم الأزمة بانعكاسات جد خطيرة ليس على الولايات المتحدة فقط ، ولكن على الدول الصناعية الكبرى .
حديث الشيخ صالح متعه الله بالصحة والعافية في منزل النبيل ابو الشيماء لم يخلو من قبول ورفض وبعض التعجب .
ونقاش استمر طويلا ، وحضور ذهني جميل ، ولكن يبدو ان ليل الازمة طويل وبعيد ، وان صناعها الرئيسيين لا يملكون لها حلا ، وينتظرون املا بعيدا يسبق الكساد الذي بات قريبا ، والحقيقة ان الأزمة اخلاقية ، بعض المنظمات الدولية اهملت واجباتها ، بسطوة القوة ، وبعض البنوك الرئيسة في الولايات المتحدة الاميركية اهملت معايير بازل بمختلف تراتيبها ، باعتبارها معايير للآخرين ولم يشترط الفساد تطبيقها على اكبر بنوك اميركا ، الراسمالية في مأزق التطبيق والتقويم وربما لن تسقط قريبا برغم دعاء بعضهم .
ويبقى السؤال قائما في الشارع ماذا نفعل ؟ ولن تجد من يملك رؤى الحل !
واعتقد ان الانسياق وراء المخاوف فقط يعظم تأثيرات الازمة ، وهي لم تصلنا بعد ، وان أثرت على السلعة الوحيدة التي نتاجر بها عالميا ، ربما علينا التوقف بعيدا عن المغامرات في سوق الاسهم ، والاستثمار في ماهو مجد كالصناعة مثلا .
شخصيا لم اتفق مع الشيخ صالح في كل شيء ، ولا اريد ان اختلف معه ، ولكني غير مطمئن لوجود حلول جذرية متكاملة لدى النظرية التطبيقية للاقتصاد الإسلامي ، اليوم أو غدا ، الى ان يأتي من يثبت العكس .
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *