الإسلاموفوبيا (2/1)
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالحميد سعيد الدرهلي[/COLOR][/ALIGN]
زادت حملة الكراهية ضد الإسلام أو ما يسمى بـ\”الإسلاموفوبيا\” خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث إن ما حدث في أمريكا قبل أيام على المستوى الإعلامي، من حملة تشويه متعمدة للرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم)، ممثلة في مقالات ورسوم للكاريكاتور، ليس جديداً ولن يكون آخر حلقات التشويه المقصود للإسلام، ولرموزه الكبرى، الأمر الذي يحتاج منا إلى مناقشة هادئة للوصول إلى بناء تصور صحيح للمواجهة.
إذ عندما بادر مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) وهو منظمة مسلمة أمريكية معنية بالدفاع عن حقوق المسلمين وصورة الإسلام في الولايات المتحدة ـ بدعوة جريدة \”تلاهاسي ديمقراط\” الصادرة في ولاية فلوريدا الأمريكية، ورسام الكاريكاتور الأمريكي المعروف \”روج مارلت\” للاعتذار على نشر كاريكاتير يسيء لمشاعر المسلمين في أمريكا وخارجها بتصويره الرسول العربي يقود شاحنة تحمل صاروخاً نووياً.
ظهر في الرسم رجل يرتدي ثياباً عربية على أنه الرسول وهو يقود شاحنة نقل من نوع الشاحنة التي استخدمها توماس ماكفاي مفجر مبنى التجارة الفيدرالي بمدينة اوكلاهوما سيتي في عام 1995م، وقد حملت الشاحنة بالصاروخ النووي مع عبارة \”ماذا سوف يقود محمداً\”.
و\”روج مارلت\” وهو رسام كاريكاتير أمريكي معروف توزع رسوماته على فئات الجرائد في أمريكا والعالم، وقد سبق له النشر في عدد من أكبر الجرائد الأمريكية مثل جريدة \”واشنطن بوست\” وجريدة \”نيويورك تايمز\” كما تم تكريمه أكثر من مرة من قبل مؤسسات أدبية أمريكية معروفة بسبب رسوماته الكاريكاتيرية، وقد انضم لجريدة \”تلاهاسي ديمقراط\” مؤخراً.
وقد وصف عمر أحمد رئيس مجلس إدارة مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية \”كير\” الرسم المسيء بأنه \”عنصري\” وبأنه يعد ترسيخاً لصور نمطية سلبية عن الإسلام والمسلمين، مضيفاً بأنه يبدو أن بعض الدوائر السياسية والإعلامية الأمريكية تعيش موسماً مفتوحاً للهجوم على صورة الإسلام والمسلمين وذلك في إشارة إلى الإساءات المتكررة التي تعرضت لها صورة الإسلام والمسلمين خلال الفترة الأخيرة من قبل بعض قادة اليمين المسيحي الأمريكي المتشددين.
وذكر عمر أحمد أن نشر المعرفة الصحيحة عن الإسلام والمسلمين هو الطريق الوحيد لمكافحة محاولات تشويه صورة الإسلام والمسلمين والرسول محمد عليه الصلاة والسلام، مشيراً إلى أن \”كير\” تعد لحملة كبرى في الجرائد الأمريكية لنشر سلسلة من الإعلانات المعلوماتية الأسبوعية عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وعلى مدى عام كامل.
ودعا عمر أحمد المسلمين في الولايات المتحدة وخارجها إلى المشاركة في حملة اتصالات فورية لمطالبة جريدة تلاهاسي ورسام الكاريكاتير \”روج مارلت\” بالاعتذار على الكاريكاتير. والجدير بالذكر أن مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية \”كير\” نجح في اقناع قناة تلفزيون أمريكية معروفة وهي \”تي في تشانل غايد\” بوقف إذاعة إعلان يسيء للسيد المسيح وهذه الواقعة، وغيرها تفتح في تقديرنا، ليس فحسب ملف الإساءات المتواصلة من قِبل متطرفي السياسة والفكر والإعلام في الغرب ضد الإسلام، بل هي أيضاً تفتح ملف عدم وجود إستراتيجية إعلامية وسياسية إسلامية لمواجهة هذه الحالات، ولتقديم الإسلام الحقيقي ذلك الدين السمح الحضاري.
التصنيف: