[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بقلم: ريم خليفة[/COLOR][/ALIGN]

كم منا يعرف هذا الرمز M825A1…؟ لو بحثنا فسنجد أن هذا الرمز ما هو إلا رمز لسلاح أميركي الصنع، محرم دولياً، يباع لـ«إسرائيل» وهو المعروف بسلاح قذائف الفسفور الأبيض التي تلتصق موادّها بالجلد البشري حتى تتوغل داخل اللحم وتبلغ العظم متسببة إما في الموت وإما في جروح بليغة.
وعند انفجار قذائف هذا السلاح المخيف الذي يشوه وجه وجسم المواطن الفلسطيني من ضحايا حرب غزة الأخيرة، فإن ذراته تتطاير منها 116 قطعة من الفسفور الأبيض لتنتشر على منطقة واسعة، وإذا ركلت واحدة منها سينبعث دخان أبيض يلتهب مجدداً في الهواء.
قذائف الفسفور الأبيض استخدمت بكثرة في حرب «إسرائيل» ضد أهالي غزة، هذه الحرب التي ضربت بعرض الحائط كل المعاهدات الدولية بشأن عدم استخدام أسلحة محظورة.
مخاطر هذا السلاح، ذكرتني بالسيد أوكانو خلال زيارتي إلى مدينة هيروشيما في العام 2001، التقيته آنذاك خلال تغطية مراسم ذكرى إلقاء القنبلة الذرية على أهالي هذه المدينة في القرن الماضي، وكيف حولت هذه الحادثة أهل اليابان من أصحاب الحروب إلى دعاة سلام.
آثار هذه القنبلة مازالت عالقة في أذهان اليابانيين وخصوصاً أنهم يعانون من تشوهات بسبب تأثيرها السلبي في تغيير بعض الصفات الوراثية لجينات الإنسان الياباني.
أوكانو الذي كان يهم بوضع الورود على صرح ذكرى ضحايا هذه الحادثة الأليمة، كان لديه ولدان كانا كبيرين في السن أحدهما برجْلٍ أقصر من الأخرى، وآخر بأذن واحدة وإحدى يديه بها ثلاث أصابع، أما والدتهما فكانت مصابة بداء السرطان.
على رغم أن أوكانو كان طاعناً في السن إلا أنه وأفراد عائلته كانوا حريصين على حضور هذه المراسم سنوياً ليذكروا العالم ما اقترفته أسلحة أميركا المحرّمة التي يبدو أنها عاودت الكرة مع غزة, فلها من التجارب ما يغني ويكفي… فما حدث في هيروشيما أمس، واليوم في غزة، يوضح لنا من هو الإرهابي الحقيقي في العالم.
عن صحيفة الوسط البحرينية

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *