[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد حامد الجحدلي [/COLOR][/ALIGN]

الإنتاج الأسري لم يكن في يوم من الأيام غريبا على مجتمعنا المحلي قديمه وحديثه حاضرته وباديته رجاله ونسائه فجيل الأجداد ومن ثم الآباء كان جيلا يحترم المهنة ويضع لها ألف حساب باعتبارها مصدر رزقه ولم يكن أحد يتجرَّأ بالتقليل من شأن محترفي هذه المهن بقدر بساطتها إلاّ أن مردودها المادي يقي صاحبها مذلة السؤال لكبار السن والمحتاجين من شرائح المجتمع الذي يعرف أفراده ويتفقد أحوالهم ويُقدِّم لهم يد العون في حدود المتاح قياسا على قلة المؤسسات الخيرية المتوفرة آنذاك بجهود فردية من الأهالي التي لا تفي بالغرض لتواضع إمكانياتها وندرة الموارد على مستوى المؤسسات الرسمية والأهلية فلم يكن نظام الضمان الاجتماعي والتأمينات الاجتماعية متوفرا في ذلك الوقت أما ما تقدمه جمعيات البر فهو في أضيق نطاقها فكان الاعتماد على تلك الحرف اليدوية البسيطة التي من خلالها يتم تأمين احتياجات الأسرة حد الاكتفاء دون التوسع في زيادة المصاريف ومع هذا كانت تجد إقبالا مُشجِّعا فتجد أسواقنا الشعبية وحوانيتنا تزدهر بهذه الحرف اليدوية التراثية لتوفر الخامات الأولية وعدم وجود منافسة خارجية من السلع المستوردة والرديئة التي دخلت كل بيت ولعدم وجود هذه العمالة السائبة التي اجتاحت أسواقنا وشوارعنا وحتى منازلنا وأصبحت لدينا ثقافة مغايرة تماما لما كان عليه جيل الأجداد والآباء فاعترانا شيء من التعالي على هذه المهن.
وجاءت الطفرة لتطيح بآخر أوتاد خيام الشَّعر في أجمل صحارينا وقرانا وأوديتنا كما أطاحت بالسقالات الخشبية التي أقامها كبار البنائين لبناء القصور والمباني داخل المدن وتخلَّت الأيادي الفنية من النجارين لنقش الأبواب والشبابك والرواشين التي نراها اليوم في أحيائنا القديمة التي هجرها سكانها وتحولت لتصبح مكانا لمستودعات البضائع المستوردة لتكون قريبة من أيدي المستهلكين فكان فصاما ثقافيا بين جيلين في الوقت الذي يمكن فيه استثمار هذه الأحياء التاريخية سياحيا كما هو في مدن عربية وإسلامية وأوروبية ولتصحيح هذه الأوضاع بإعادة التوازن في معايير الحفاظ على هذه الموروثات ومشاركة الجهات الرسمية في تدريب كادر وطني من الجنسين وحصر جميع المهن التي كانت تمارس في الماضي وتشجيعهم على إعادة إنتاجها وتزويدهم بالقروض المشجعة أما القروض التي تتراوح ما بين 500إلي 5000 ريال حسب إيضاح نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة مازن بترجي للملحق الاقتصادي لجريدة اليوم في غرة الشهر الحالي فهذه القروض بحاجة لتعزيزها بزيادة تفي بالغرض لكي تحقق أهدافها وشبابنا وفتياتنا لديهم من الطموح بالمشاركة في جميع مجالات التنمية متى ما توفرت لهم الحوافز المعنوية المشجعة ودولتنا أعزها الله جديرة بأن تأخذ بأيدي أبنائها بما يحقق لهم كرامة العيش.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *