“الأندية وتجاهلها لقطاع البراعم والفئات السنية”
* اهتمام الأندية بقطاع البراعم، والفئات السنية في تدريب وتأهيل اللاعبين رياضيا وثقافيا، اساس نجاحها، وهي الوسيلة، والطريق المضمون لتحقيق الإنجازات، والطموحات في المستقبل؛ سواء على مستوى الأندية، أو المنتخبات الوطنية، أو على المستوى الشخصي للاعب.
وتمثل مرحلة البراعم والنشء، مرحلة بناء يصقل خلالها كامل شخصية اللاعب، وتكوين البنية، والجسم الرياضي، وتنمو فيها موهبته الكروية، ويعتبرون رافدًا للفريق الأول، وللمنتخبات الوطنية.
*الأندية تصرف الملايين في كل موسم رياضي؛ لتحقيق نتائج وإنجازات وقتية، وتناست الأساس وهو قطاع الفئات السنية.
( من أخطاء كرة القدم الانخداع بالنتائج المؤقتة).
لذلك نلاحظ أن التخطيط السليم والرؤية المستقبلية لكثير من أنديتن،ا فيما يخص الفئات السنية تكاد تكون معدومة، ولا أثر لها؛ بسبب تجاهل إدارات الأندية، وتركيزها على الفريق الأول فقط، وندرة وجود المتخصصين في مجال إدارات الفئات السنية فنيا، وإداريا، والمتضرر الأول والأخير هو النادي، ومنتخباتنا الوطنية؛ براعم، ناشئين، وصولًا للمنتخب الأول.
*الكل شاهد على أرض الواقع اهتمام البرازيل والارجنتين وألمانيا وكثير من دول أوروبا بالأكاديميات، وقطاع البراعم، والناشئين؛ ما جعلها تشكل منجم ذهب لأنديتها ومنتخباتها.
في رياضتنا، من الممكن إذا تم تطبيق المفاهيم والاستراتيجيات التي تتعلق بكيفية تطوير وبناء لاعبي كرة القدم، فيما يخص الفئات السنية، حتما سنصل إلى أعلى المستويات، التي وصلت لها تلك الدول؛ في ظل توفر جميع الأدوات، والإمكانات المساعدة، للتطوير؛ من ملاعب وأجهزة وكوادر فنية وإدارية، ومواهب كروية .
فبالتالي سينتج عنها وفرة من اللاعبين المميزين، الذين سيخدمون الكره السعودية مستقبلاً.
*الغريب هو مايحصل في بعض أنديتنا من تجاهل للاعبي فئة الناشئين والشباب المميزين؛ عندما يتخطون العمر المسموح به للعب في الفئات السنية، ليتم تنسيقهم من كشوفاتها، والأغرب من ذلك انتقال العدوى إلى أكاديميات الأندية، فأصبحت هي الأخرى تستغني عن اللاعبين لأسباب العمر المسموح به في البراعم، أو لمزاجية إدارة الأكاديمية، أو للتقرير الفني الخاطئ.
(الواسطة تغلبت على الأمور الفنية).
للاسف، نجد بعض اللاعبين الذين تم إبعادهم عن النادي أو الاكاديمية يبرزون في أندية أخرى .
(لايوجد نظرة مستقبلية من قبل إدارة النادي، أو الأكاديمية).
*من الملفت للنظر العمل المنظم والاحترافي الذي قامت به إدارة نادي الهلال في السنوات الأخيرة، باهتمامها لتطوير الفئات السنية والأكاديمية من البراعم، وصولا للفريق الأولمبي، وشاهدنا على أرض الواقع نتائج ومخرجات هذا العمل، وهو الحصول على بطولتين على مستوى الناشئين والشباب في الأسبوع الماضي (كأس الاتحاد)، وكذلك تصدر الهلال للدوري الأولمبي.
فهذا يؤكد أن هناك منظومة عمل مخططا لها من السابق.أعتقد سيجني ثمارها نادي الهلال مستقبلاً؛ من حيث الإنجازات والتطلعات والوفرة في اللاعبين المميزين، ليصبحوا ذخيرة للفريق الأول، ومنتخباتنا الوطنية.
وكذلك لابد أن نشيد بالاهتمام الملموس والصحوة الفنية لنادي الاتفاق، ونادي القادسية فيما يخص البراعم، والأكاديمية.
*من الضروري على هيئة الرياضة، والاتحاد السعودي لكرة القدم إلزام أندية الدوري السعودي للمحترفين، بالاهتمام بقطاع الشباب والناشئين وإنشاء أكاديمية للنادي، تتوفر بها جميع مايلزم لتطوير النشء؛ رياضيا وثقافيا، من ملاعب ومقر للمعسكرات وصالات رياضية وقاعات للمحاضرات والندوات، وعيادة للعلاج الطبيعي.
هذا في حال، إن أردنا صناعة جيل من اللاعبين المميزين.
التصنيف: