الأمانة الغالية.. وكيف نحميها؟

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]يحيى عبود بن يحيى[/COLOR][/ALIGN]

.. كلنا يعرف أن الامانة هي رأس المال الانسان التي يتصف بها أهل الاسلام وقد عرض الله جل شأنه هذه الأمانة على الشجر والحجر والدواب فأبوا أن يتحملوها لعظم قدرها وقيمتها..
ولكن الانسان وهو هذا الشخص الجبار الذي تغره هذه الدنيا بكل بهارجها وزخارفها يظن أنه هو المتحكم فيها والذي يستطيع ان يسيرها وفق ما يشتهي او يتمنى!
وسيدنا الغالي صاحب المحجة البيضا من جاء بالحق والهدى والرشاد \”صلى الله عليه وسلم\” ومن وصف منذ البدء بأنه الصادق الأمين.
حتى قبل أن يكلف \”بالرسالة\” السامية فقد اشتهر بأنه الصادق والامين لأن الله هيأه ليكون شريفا عفيف النفس..
.. ولقد كان العرب آنذاك حريصين على الوفاء والشهامة وحسن التصرف ويحرصون على أن يقال عنهم إنهم أصحاب الخلق الرفيع.
..ومن أهم الاشياء وأنفعها رشداً هي هذه الامانة الظاهرة والمستترة. لأن الناس يتعاملون مع بعضهم وهم يحرصون على تميزهم الرفيع.
.. فاذا طلبت من أحدهم عملاً وهو قد وثق فيك وحتى لو لم يثق فيك.. لربما قد عرفك منذ يوم قريب او ساعة لحظية!!
..كان على هذا الاحد ما دمت مؤمناً وصادقاً ونقيا ومؤهلاً لأن تكون قدوة صالحة تكون مثالاً يحتذى وعملاً وصفة غالية.. إنها الأمانة.
.. فكيف نحمي هذه الامانة الغالية من غلواء النفس واستهتارها التي يظن صاحبها أنه انسان \”فلتة\” وذكي ومدّجج بالعبقرية..
.. وليس معنى ادعاء البعض أنه فاهم وشاطر وذكي وسعيه لأن يكون له وجهان ومعاملتان.
..والله من قبل ذلك وبعده مطلع على كل خلجة من خلجات نفوسنا وتصرف من تلقاء نفوسنا فأنت ياعزيزي القارئ.. أمين ومؤتمن ان صدقت النوايا وصلح العمل وبهما يشاد البنيان ويعمر الكون ويتربى الاطفال على الاخلاق الحميدة.
.. وأهم هذه الاخلاق هي الحرص على الامانة واعطاؤها حقها كي تشاد حياة الانسان المسلم وفق الاسس والقيم التي جاء بها القرآن الكريم وفسّرها لنا عملا وقولا.. الأمين الصادق وهو \”صلى الله عليه وسلم\” كان مخلصاً وصادقاً ومحبا لكل الاعمال الدالة على خلوص النفس من وسوسة الشيطان اللعين الذي يهمه ان نكون متأخرين وفاسدين.
فكيف نعيد للأنفس الهدوء وصفاء حياتها واشراقة معانيها الا بأن نكون حريصين على هذه الامانة.
.. وهي وأيم الله هي رأس مال الانسان وتاج حياته وصفاء نفسه!!
أجل انها الحياة وانهم البشر ابناء الحياة الذين طلب منهم الله ان يكونوا مخلصين وصادقين وفي القمة من الأمانة والا كان الحساب والعقاب قائما ونافذا لا ينكره الا من فقد الوعي وسار يمشي فوق القارعة بدون \”بوصلة\” تهديه وتدله على الحقيقة .. كل الحقيقة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *