الأفواه المفتوحة والأبواب المؤصدة
كثيراً ما نسمع مقولة رائعة، تُكتب بمداد من ذهب ( أبوابنا مفتوحة) بل مشرّعة على مصراعيها!! للكل وليس للبعض!!شعارنا في ذلك ( للمراجع الحق) في الدخول علينا في أي وقت شاء ومتى شاء دون حواجز أو موانع أو عراقيل !! بل دون تأخير !!
ما أجمل هذا الكلام، وتلك الجمل، بل ما أروع ذلك التوجه والإتجاه !! والصادر عن كثير من المسئولين !! فنحن نتباهى كثيراً ونفخر ونتفاخر، بل إن أعناقنا لتتطاول زهواً وفخراً وشرفاً وتشرفا، أن كانت أبواب مسؤولينا مفتوحة لكل ذي حاجة أو طالب خدمة، في أي جهة حكومية كانت أو أهلية!! وتحمل نفس الشعار ونفس المعنى بل نفس الغاية والمقصد!! ويسعون جميعا دون إستثناء لهدف واحد وهو ما أسميه الهدف الذهبي!! وهو السماح لمراجعي تلك الدائرة أو الجهة بمقابلة المسؤول.
ولكن سرعان ما تهدأ الزوبعة، وينقشع الضباب، وينجلي العجاج، فتظهر الحقيقة وتُبان!! وتوضح الرؤية ويسطع البيان!! فإذا بتلك الشعارات تقف خلفها بوابات مؤصدة، وأسوار شائكة، ودونها حراسات مشددة، وحجّاب مدّججون بأنواع الدفاعات التصريفية، والجمل والعبارات الإقناعية!! جمل وعبارات أشد من القنا، وأقوى من السّنا، وأسرع من برق السماء!!
عفوا فالمسؤول في اجتماع!! بل هو خارج المكان!! بل إنه مشغول جداً بحل مشاكلكم، وتلبية طلباتكم، وتحقيق تطلعاتكم، المسؤول منكم وإليكم ، المسؤول لكم لا عليكم، المسؤول بكم يحقق كل شيء ودونكم لا يحقق أي شئ ، ولسان حالهم يقول ( مقابلة المسؤول أبعد عنك من لمس السماء) ..
الرياض drsaeed@ تويتر
[email protected]
التصنيف: