د. منصور الحسيني

الأبناء هم المستقبل ولكي يكون المستقبل مشرقاً لابد من اتخاذ الحيطة والحذر من عدم ترك أمور تأسيسية مهمة يجب تعليمها للأبناء لأن إغفالها يشوه المستقبل المأمول و يؤثر في صحة وثقافة المجتمع. عندما نتحدث عن الأبناء وعن التأسيس يكون المقصود هنا البداية ولكي يكون هذا الأساس منظم ومنتظم فلابد أن يمارس تحت مظلة التربية والتعليم التي لم يتم اختيار مسماها عشوائياً ولذلك يتبادر السؤال: ماذا نعلم أبنائنا؟.
وللاستفادة من الجواب سوف لن نتحدث عن ماذا يعلم حالياً لأن الجميع قد دلى بدلوه فيه وهنالك جهود لمراجعة مايقدم الأن وتحسينه ولهذا سوف يكون الجواب في سياق التحسين بغرض الرقي بالمجتمع. هنالك أمور أجدها أساسية ومهمة لحياة كل فرد، عدم تعلمها منذ الصغر يجعلها من أسباب بعض المعانات بمختلف أنواعه سواء للفرد أو للمجتمع، سوف نتطرق هنا لبعضها:
-النظافة الشخصية والتي تعتبر محور مهم في صحة الفرد والمجتمع وأصبحت خطوات معروفة في المجتمعات المتقدمة لأن تعليمها بدأ من مراحل التأسيس قبل تعليم الجغرافيا وجدول الضرب.
-طريقة الأكل وفوائد مضغ الطعام وأضرار عدم المضغ، وفوائد أكل الخضار ومضار البعد عنها وقس على ذلك كل المعلومات الصحية التي تخص صحة الغذاء والتي يجب أن توزع حسب مراحل الدراسة لكي يتم استيعابها، لأن عدم معرفة المجتمع للفوائد والأضرار التي يسببها الغذاء و أساليب تناوله تتحول مع الوقت إلى أمراض وبالتالي تكاليف علاج و إنخفاض إنتاجية.
-احترام مختلف الشعوب ومحاولة التعرف على ثقافة من نتعامل معهم لكي لا نخطئي في حقهم ونعتقد أننا نحسن صنعا، وكذلك تعليم الأنجال عدم الإستهتار بالآخرين وترسيخ مقولة \” عامل الناس بمثل ما تحب أن يعاملوك به\”، لأن السلوكيات التي تنتشر بين أفراد أي مجتمع في ما يخص التعامل مع باقي الشعوب وفيما بينهم قد تلعب الدور الرئيسي في مدى تطور هذا المجتمع بحكم أن الإنغلاق على النفس يعتبر نوع من الجمود والشيء الجامد لا يتمدد ولكن يتهشم والجمود صفة من صفات انعدام الحياة وبالجمود الفكري والسلوكي تصبح الحياة مجموعة علل تحتاج إلى حقنة كيميائية أو صعقة كهربائية بغرض الإستشفاء إن أمكن.
هنالك كثير من الأمور التي تعتبرها الشعوب العربية صغيرة وهي في الحقيقة أكبر من الكبيرة، لكن معايير التصنيف الإجتماعي الذي تؤسسه التربية والتعليم ولم يراعي مراحل التأسيس جعلته يغفل الفرق بين ماهو كبير وصغير أو جميل وقبيح إلى درجة أفرزت لنا كل ما هو متطرف ومتشدد وساعد في نمو بعض الشخصيات التي تتحدث عن الباطل بصورة تحاول إقناعنا فيها بأنه الحق الذي لا يحق حتى مناقشته.
كيف لنا أن ننفق المليارات في الطرق والمنشآت ونجعلها في أعلى المستويات ونتراخى في ملاحظة أن من سوف يستخدم هذه المشاريع هو من يحتاج إلى تشييد تكاليفه أرخص من الحديد.
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *