[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]طلال محمد نور عطار[/COLOR][/ALIGN]

اقتصاديات التعليم علم يبحث في الأساس الاقتصادي للتعليم بالنظر إلى الخدمات التعليمية نظرة اقتصادية، وتنظيمها تنظيماً داخلياً يؤدي إلى أقصى الكفاية الانتاجية.
ويتناول موضوعات، مثل: التعليم استثمار لا استهلاك، والعائد من التعليم، والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، والتخطيط التعليمي والعمالة، والتدريب.
والسؤال الذي يفرض نفسه في هذا المقام: هل حان الوقت لكي تحدث وزارة التربية والتعليم بكافة قطاعاتها التعليمية في مختلف مراحل التعليم العام نقلة نوعية في الخدمات التعليمية، وتنظيمها تنظيماً داخلياً يؤدي إلى تحقيق أقصى الكفاية الانتاجية – أكرر- الكفاية الانتاجية التي نحتاجها بالفعل في هذه المرحلة بدلاً من الجدل الدائر بين الحين والآخر في استبدال المناهج.
جاء في المثل السائر لابن الأثير \”1 / 206\”: اللغة العربية سيدة اللغات، فهي أشرفهن مكاناً، وأحسنهن وضعاً، وذلك لأنها جاءت آخراً فنفت القبيح من اللغات من قبلها، وأخذت الحسن، ثم إن واضعها تصرف جميع اللغات السالفة، فاختصرها ما اختصر، وخفف ماخفف.
ولذلك فإن اللغة العربية هي أرقى اللغات السامية – كما يقرر دارسو تلك اللغات، فلا تعادلها اللغة الآرامية ولا العبرية ولا غيرها من هذا الفرع السامي، وهي كذلك أرقى لغات العالم، فهي تمتاز بمرونتها، وسعة اشتقاقها، وما بها من المعاني المجازية والقلب والابدال والنحت.. إلخ.
ويرى المستشرق \”آرنست رينان\” أن أغرب ما وقع في تاريخ البشر، وصعب حل سره انتشار اللغة العربية، فقد كانت هذه اللغة غير معروف بادئ ذي بدء، فبدأت فجأة في غاية الكمال سلسة أي سلاسة، غنية أي غنى، كاملة بحيث لم يدخل عليها منذ يومها أي تعديل مهم.
وأما علوم العقيدة الإسلامية، فهي الهدى والطريق إلى حياة هادئة مطمئنة يفتقر إليها الفتيان والفتيات في جميع مراحل التعليم العام والجامعي والعالي، و يكفينا فخراً أن من تخرج من مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا أغلبهم \”فقهاء\” في دينهم ولا يحتاجون إلى من يدلهم إلى طريق الخير والحق والرشاد.
فهل حان الوقت لكي نمضي قدماً نحو الالتزام بلغتنا العربية السامقة التي يقول الله لنبيه في محكم التنزيل: \”فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوماً لدا\” سورة مريم الآية: \”97\”.
ولا ضير اطلاقاً في تعلم لغة أخرى كاللغة الإنجليزية لمسايرة العصر، واهمال اللغة العربية باعتبارها لغة ثانية مع الالتزام بتعاليم الشريعة الإسلامية – نصاً وروحاً – في جميع مناهج التعليم العام والجامعي والعالي، وعدم مسايرة ما يروجه \”الغرب\” من سياسات هدفها الأساسي تضليل وانحراف المجتمعات الإسلامية عن جادة الطريق.
قال تعالى: \”إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ\”.
صدق الله العظيم

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *