احتفالية وتكريم
عندما اهداني مجموعة من بطاقات المعايدة والتي كانت من تصميمه قبل اكثر من ثلاثين عاما ادركت لحظتها أن الاستاذ محمد سالم باجنيد انسان خصه الله سبحانه وتعالى بموهبة لم ارها في غيره ممن وهبهم الله الاحساس بالحرف وجمال الخط وهي تصويره المعنى وقدرته على استنطاقه من خلال التركيب والشكل والاجمل في هذا تفرده في تاويل الاية الكريمة من محكم التنزيل في تفسير بديع يشرح الصدر من خلال بناء الألفاظ والمفردات في محاولة يتلمس بها اسرار الكتاب الحكيم. ولا غرو فقد ادركت الدولة فيه هذا التفرد في صياغة الحرف وتصويره شكلا يتسق والمعنى في الاية الكريمة فاوكلت اليه عندها أي قبل اكثر من ثلاثين عاما مهمة الاشراف على الهدية المميزة التي قدمتها المملكة لهيئة الامم المتحدة في نيويورك والتي كانت ستارة الكعبة المشرفة في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله والتي يزهو بها اليوم مدخل قاعة الجمعية العمومية والتي نالت تقدير المنظمة واعجاب كل الذين عملوا في الهيئة أو زاروا المبنى القائم على ضفاف نهر الهدسون في منهاتن
كما نالت بطاقة التهنئة التي صممها كل من تلقاها من السفراء والمسؤلين في الخارج والداخل يومها
وخلال علاقتي الطويلة بالأستاذ محمد سالم باجنيد كنت الاحظ الكثير من الصفات والتي تميز الموهوبين الذين حظاهم الله بالتفرد فيما خصهم به ولا أنسى العبارة الجميلة المؤثرة التي كانت تزين مكتبه ( نهدي الذوق ولا نبيعه ) والتي ابدعها تعبيرا عن رسالته في التصميم والاثاث
وفي امسية غير مسبوقة وبعد مشوار طويل تكلل بالاخلاص والحب للحرف والخط العربي كانت القاهرة في مصر الشقيقة احدى العواصم التي قامت باستضافة معرضه الاخير ( جماليات الخط واشراقات الرمز ) والذي اقامته نقابة الفنانين التشكيليين في أرض الاوبرا والذي افتتح في اكتوبر من هذا العام وقد ازدحم المعرض بالمهتمين والمسؤولين في قطاعات الفنون والتعليم والاعلام.
وجمع المعرض الكثير من الاعمال التي تميزت ببصمته والتي ادهشت كل من شاهدها او عرفها ولا غرابة فهي محط اهتمام الدارسين والباحثين من المتخصصين في جماليات الخط.
وخلال حفل التكريم الذي اقيم على هامش افتتاح المعرض حصل الاستاذ محمد سالم باجنيد على شهادات عدة من الاوساط الفنية والاعلامية وتوج هذا التكريم الاعلان عن اختياره سفيرا للتراث العربي تقديرا لمجهوده الرائع والمتميز في مسيرته الحافلة لخدمة وسط فرحة كل من عرفه فنانا عبقريا متفردا
دعاؤنا للاستاذ محمد سالم باجنيد بطول العمر ودوام العافية ومزيدا من التميز والابداع.
التصنيف: