[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. رؤوفة حسن [/COLOR][/ALIGN]

أعلنت الارصاد الجوية في منيسوتا أن الثلج سيهطل عند منتصف الليل، وهو أمر مبكر لم يحدث منذ عشرين عاما. المحبون للثلج ابتهجوا به، والكارهون له لاموا الاحتباس الحراري على كل التغيرات الجوية التي تحدث في العالم مؤخرا.
أنا شخصيا برغم البرد فقد سعدت ان اشهد هطول الثلج مرة قبل ان اعود الى عالمي حيث لا ينزل في عز الصيف احيانا سوى البَرَد الشبيهة بحجارة ساخطة على رؤوس وجدران واسقف البيوت. الثلج حالة اخرى، يكون الجو فيها قليل البرودة عند تساقطه، وهو ينزل ندفات كالقطن، يذوب في اليد عند الملمس، ويتراكم على بعضه البعض. فإذا زادت درجة البرود بقي على حاله حتى يتعرض لأي حرارة تؤدي الى ذوبانه.
ولأن الموسم لم يكن قد اصبح فعلا موسما للثلج فإن الشمس عندما انقشعت السحب عنها في الظهيرة أظهرت أرضا مغسولة بمياه الثلوج الذائبة وكأن شيئاً لم يكن هناك.
نوبل الاحتباس الحراري:
كأن الناس قد أوشكوا أن ينسو قصة فوز نائب الرئيس الأمريكي في فترة كلينتون والمرشح الرئاسي الذي خسر أمام بوش أل جور على جائزة نوبل لجهوده في كشف مشكلات الاحتباس الحراري في الارض. ولكن حصول اوباما على جائزة نوبل لما يتوقع ان يقوم به وليس لما حققه لأنه لا يزال في اشهر فترة رئاسته الأولى قد أعاد آل جور الى النقاش.
فالتغيرات الحرارية في الارض كان قد سبق وان لاحظها وحذر منها الكثير من العلماء والمتخصصين في علوم الارض. لكن الدول الكبرى بما فيها امريكا نفسها والدول الكبرى من مجموعة الثمان التي بنت عظمة اقتصادها على مصانع وصناعات لم تبالي بالبيئة ولا بالآثار طويلة المدى على الحياة البشرية وعلى كل الكائنات بما في ذلك الغلاف الجوي للأرض الذي أدى الى فتحات في هذا الغلاف تسمى الخروق في طبقة الأوزون.
وقد أدت هذه الفتحات في غلاف الاوزون الى تغير في توازن البيئة للأرض وارتفاع في درجة الحرارة يتزايد كل عام، وحدوث أضرار مختلفة بما فيها عدد كبير من الامراض التي لم تكن معروفة وصارت الان تنتشر كالهشيم بين الناس ولا يحصل المتضررين على أي تعويضات ممن سبب هذه الاضرار.
وقد كانت معركة آل جور والذين ساندوه هي في جعل هذه القضية واضحة، وجعل المسؤولية مكشوفة وملزمة لأصحابها من الدول الكبرى وتحميل الامم المتحدة مسؤوليتها في اتجاه المتابعة والرقابة. الأمر الذي حمل اللجنة المختصة بنوبل بجعل هذه الجائزة حقا لآل جور استحقه في مضمار عمله التوعوي الكبير في هذا الاتجاه.
ويزداد كل عام الوعي في بلداننا وخاصة تلك التي بدأت تعاني من زيادة في الجفاف وانخفاض في منسوب الامطار وبدأت تضع كثيرا من اللوم على الدول المتسببة في هذا الضرر.

[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *