اتحاد نقابة العمال
اتحاد نقابة العمال أو مايسمى بالاتحادات النقابية(staff union) هي رابطة العمال التي تمثل مصالحهم وتجري مفاوضات مع أرباب العمل وأصحاب العمل على الأجور وظروف العمل وحقوق المشاركة . والنقابات هي ممثلة للعمال في الساحة السياسية والمصالح الاجتماعية والثقافية والاقتصادية ، كما انها تدافع عن أعضاء النقابة في النزاعات العمالية ، على سبيل المثال في المحكمة .
عضوية النقابات طوعية غير اجبارية ، وعادة ما يدفع العضو العامل اشتراكا شهريا يبلغ ١٪ من اجمالي دخله الشهري ، والأعضاء يتلقون المساعدة والمشورة القانونية والتقاضي في المسائل المتعلقة بالعمل .
حمت دولة الإمارات العربية المتحدة أبناء الجنسيات المقيمة على أرضها ، وبالأخص تلك التي تُمارس أعمالاً شاقة أو تلك التي قد يتعرض أصحابها إلى المجازفة بحياتهم ، ووفرت بذلك سبل الحياة الكريمة لهم والرزق الكريم وحقهم الذي كفله لهم القانون الاتحادي المسمى (قانون العمل الاتحادي) مؤكدة بذلك نظرية أن الإنسان وبصرف النظر عن هويته أو جنسه هو المحور الأساسي للتنمية والاقتصاد . ويعود تاريخ وضع أول قانون عمل في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى سنة ١٩٨٠ ميلادي وقد جرى تعديله فيما بعد بالقانون الاتحادي رقم ٢٤ لعام ١٩٨١ ويحتوي القانون على ١٩٣ مادة ويغطي كل جوانب علاقات العمل ولاسيما حقوق الموظفين والعمال تحديداً . ويسعى القانون الذي أقرته دولة الإمارات العربية المتحدة الى منع اضطهاد العمال او المساس بحقوقهم وكذلك إعادة الحق الى صاحبه دون النظر الى جنسيته .
إيجاد نقابات تهتم بمشاكل العمال وتوجد الحلول لها وتسعى الى المقاربة بين وجهات النظر سيمنع تراكم مشكلات ستعرقل عجلة تنمية وتطوير أي منشأة . تضخ الصحف اليومية المطبوعة منها والإلكترونية يوميا الكثير من المشكلات التي غالبيتها تنتهي اما بطي عقد الموظف او تسريح الموظفين دون سداد باقي مستحقاتهم والذين يلجأون فيما بعد الى البحث عن من ينوب عنهم في المحاكم لحل تلك المشكلات . إيصال أصوات الموظفين مكتوفي الايدي عن طريق نشر مشكلاتهم إعلاميا ومحاولة حلها عن طريق بعض البرامج الشهيرة كبرنامج الثامنة مع دَاوُدَ الشريان او بدون شك مع الإعلامي محمد فهد الحارثي لن يستأصل المشكلة من جذورها ولن يوقف مسلسل اضطهاد العمال وبالأخص القطاع الخاص فنحن بحاجة الى قوانين صارمة وملزمة تحمي هذه الفئة التي استبد بها ارباب مؤسسات القطاع الخاص. وقصة زهرة البركاتي هي تكرار لمسلسل اضطهاد العمال او سلب حقوقهم حتى بعد فقدان أعز ما يملكون ، زهرة البركاتي وبسبب ظلم وعنجهية مديرتها في العمل اضطرت الى الرضوخ لمهنة عرضتها للخطر وفقدت بسببها كامل ذراعها . ولأنها العائل الوحيد لأسرتها المكونة من والدتها المسنة وجدتها المقعدة فإن قراءة معاناة هذه الفتاة تدمي القلوب وتنتحب لها المشاعر على الحال المستبد الذي وصل له الاستسهال بارواح والبشر واللامبالاة بحياتهم والمعاناة التي وجدتها المؤسسة امرا عاديا وواردا قد كلف زهرة وذويها الكثير من الالم والحزن وخصوصا حينما يعلم الشخص أن جزءاً عظيماً من جسده قد سقط ومات بينما هو لايزال حيّاً .
اما عن موقف المؤسسة حيال ذلك فقد اكتفت فقط بتحويل راتبها الشهري بنفس الشهر وإيداع مبلغ مادي بسيط أيضا لا يغني ولا يسمن من جوع كطريقة لشراء سكوتها عن تصعيد الموقف او المطالبة بحقوقها وعلاجها على حساب المؤسسة المتسببة بالحادثة . وهنا تنعقد الامال على مجلس الشورى في استحداث مسمى اتحاد نقابة العمال وسن قوانين صارمة من شأنها حماية الموظفين وعدم المساس بحقوقهم او اضطهادهم لوقف نزيف هذه التجاوزات وغيرها ولعدم تعطيل عجلة التنمية.
كاتبة سعودية
التصنيف: