إياك .. والاستدانة من آخر

• علي محمد الحسون

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

كانت \”أمي\” رحمها الله لها نظرتها للحياة والأحياء وكنا نطلق عليها حكيمة العائلة لرجاحة عقلها وحسن تصرفها.. فكانت من أولى نصائحها \”لي\” قولها إياك – يا ابني – الاستدانة من آخر مهما كان هذا الآخر قريباً لك، وكانت تضيف في قولها إن صبرك على نفسك أهون وأحسن من صبر الناس عليك – فالدين يا ابني هم في الليل وذل في النهار فما قيمة الحياة إذا بدأت بالدين والاستقراض: إن ذلك الآخر الذي \”يدينك\” سوف يكون له الفضل عليك ما حييت حتى لو رديت له دينه فهو صاحب الأولى واليد العليا خير من اليد السفلى، ولا أريد لك إلا أن تكون صاحب اليد العليا وصاحب الأولى لا يلحق يا ولدي.
كنت استمع إليها باهتمام.. حيث مضت قائلة إنني لاعجب كيف يبدأ الإنسان في تكوين أسرته بالدين والاستدانة من الآخرين, وكانت يومها ترد عليّ عندما قلت لها إن – فلاناً – نريد أن نجمع له لكي يتزوج.
لتمضي بي الحياة وأشاهد كثيراً من الذين استمرأوا الاستدانة من الآخرين ليعيشوا في ضنك الدين ويتهربوا من أصحاب الديون رغم ما يعيشون فيه من متع الحياة الظاهرة للآخرين ولكنهم في داخلهم غير سعداء لأن الديون قد أرهقتهم وجعلتهم لا يعرفون للحياة لذة أو متعة.
رحمك الله يا أمي وأسبغ عليك شآبيب رحمته لنصيحتها التي لابد أن أكتبها بماء الذهب وأهديها لمن يحاول أن يستدين.
ويا أمان الخائفين.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *