[COLOR=blue]علي محمد الحســــون[/COLOR]

•• فجأة اختفى كل شيء من أمامك. فبقالة الحي التي تذهب إليها كل صباح لتأمين احتياجاتك المنزلية قد أقفلت.. وأن طفلك عليك أن تصحى فجراً لكي توصله إلى مدرسته.. وعليك أن تعود به عند الثانية عشرة ظهراً إلى المنزل – وتصاب بالشلل الحركي في كل البيت لأنك وجدت نفسك بدون \”خادمة\” تقوم بشؤون المنزل.. وأن عليك أن تبحث لك عن من يقوم بقليل من خدمات البيت الذي سوف يتحول مع الأيام إلى شيء يشبه \”المزبلة\” لأن كل من في البيت يعتمد على هذه العاملة المنزلية التي رحلت لكونها تعمل بشكل غير نظامي لأكثر من عشر سنوات دون اعتراض من أحد على ذلك.
تحاول أن تأتي بسباك لأن حمام البيت قد أصيب بالانسداد فتكتشف أن لا سباك موجود في أماكن السباكة لقد رحلوا.. وأصبح الحصول على سباك إن وجدته يطلب منك أكثر من ألف ريال لعمل كنت تدفع عليه في حدود مئة ريال .. أيضاً هذا ينسحب على الكهربائي أو حتى المزارع..
فجأة اكتشفت أن كل حياتك السابقة كانت – ملصمقه – بالبلدي أي أنها في حالة غير سليمة ومعرضة لأي اهتزاز لتسقط هشيماً تذروه الرياح.. نعم هل هذه الحياة التي نعيشها؟! كانت سليمة وليس لنا عليها أي اعتراض أو حتى لحظة مراجعة.
صحيح أن هذا العمل سوف يكون له مردوده الكبير لكن بعد كم من الزمن قد يذهب وكم هي المعاناة ؟!
أليس كان من الأجدى تطبيق هذا النظام بقليل من المرونة لكن إلى متى؟
إنه السؤال الصعب والمر ..

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *