إلى هيئات السياحة والشباب والترفيه

• صالح المعيض

ليست المرة الأولى التي أتطرق فيها لهذه الرؤية ، ولكن رأيت أن أعود للحديث ولو بعد سنوات على ان تتوافق , وتجديد كوادر اتحادات قطاعات هيئة الرياضة وبالذات اتحاد الدراجات ثم ولادة هيئة الترفيه، سيما ونحن مقبلون على فصل الصيف والسياحة التي تزدهر جنوبا ، حيث لا شك أن السياحة أصبحت صناعة وأحسنت الدولة حينما حرصت على إنشاء ( الهيئة العامة للسياحة والآثار ) والتي اعتقد مضى من الزمن ما هو كفيل بتطورها ومواكبتها للطموحات ، وارى في ذلك بوادر مشجعة نحو خلق سوق سياحية خلاقة تستشعر أهمية السياحة سواء لتخفيف هجرة السياح السعوديين إلى الخارج أو استقطاب وافدين لغرض السياحة بشكل عام ولا شك أن في المملكة مناطق سياحية تعتبر على مستوى الخليج مميزة بأجوائها المعتدلة صيفا وكذلك سهولة الوصول إليها سواء جوا او برا ولعل الشريط الممتد من الطائف إلى أبها وبطول ( 600 ) كم , خير دليل على ذلك وحقيقة لا زال هذا الشريط السياحي يفتقد للكثير من مرافق الخدمات العامة التي تدعم السياحة سيما في منطقة الوسط الممتدة من الباحة حتى مشارف مدينة ابها الشمالية وذلك لعدة اسباب منها القصور الإعلامي الدعائي الممنهج ثانيا ـ سريان إسطوانة ( المشاريع السياحية لا تؤكل عيش) وذلك لقصر المسافة التي غالبا هي لا تتجاوز شهرين تعتبر ذروة الصيف في أهم مناطق الاصطياف في المملكة والمتأمل لمناطق السياحة صيفا في المملكة والخليج لن يجد مكان انسب من المناطق الممتدة من الهدا شمال الطائف الى عسير جنوبا وانا هنا اتحدث عن السياحة صيفا لأننا أصبحنا في عصر مليء بالمواسم السياحية التي لاتكاد تنقطع والتي تشهد حراك سياحي كبير وكذلك شهر رمضان المبارك.
ومما يؤسف له أن الهيئة لا زالت أجندتها تقليدية رغم انها على اعتاب المرحلة الأخيرة من إستراتيجيتها التي برمجتها ما بين (1422 ـ 1441 هـ ) يعني أكثر من نصفها قد انتهي دون أن نلمس بصمات كبيرة في مجال تنمية السياحة الداخلية فالفكر لا زال هو الفكر والتقليدية لا زالت المسيطرة على الأداء في المساحة ما بين الطائف وعسير لا زالت البدايات وكأننا لا زلنا بعيدا عن إدراك أن ( السياحة ) صناعة وليست عمارة عبارة عن شقق قد تجد من يستقبلك ويتفاهم معك طفل لا يتجاوز ( العاشرة ) من عمره وعلى ذلك نقيس الأغلب.
وهنا أدعو هيئة السياحة إلى إعادة دراسة إستراتيجياتها وفق ما يساعد على خلق مدن سياحية صيفية مميزة فإذا إستثنينا الطائف وابها المدينة من مساحة هذا الشريط البالغ (600) كم ، نجد أن المساحة المتبقية غائبة عمليا وميدانيا من اجندة الهيئة.
لذلك كما ذكرت في مقالة قديمة استذكرت وأنا اشاهد ( سباق طواف فرنسا ) القصور الإعلامي والدعائي وغياب الابتكار من قبل الهيئة وباختصار شديد فإن سباق طواف فرنسا للدراجات هو منافسة رياضية للدراجات أول سباق دراجات مكون من 21 مرحلة موزعة على واحد وعشرين يوما هذا السباق ينظم سنويا قبل بداية الصيف وتبلغ مسافته 3000 كلم هذا السباق خلق للسياحة في فرنسا دعاية كبيرة لذلك تحرص كل من وزارة السياحة والصحة والرياضة في فرنسا على إقامته سنويا ومع بداية موسم كل صيف ويوميا لمدة (5 ) ساعات على الهواء وتنقله قرابة ثمانون قناة ويركز النقل فيه على الريف الفرنسي والمعالم والقلاع والمزارع والطبيعة الخلابة.
وكم أتمنى أن تتبنى الهيئة العامة للسياحة مثل هذه الفكرة بالتعاون مع رعاية الشباب والعمل على إحياء فكرة سباق دراجات سواء خليجي او عربي او عالمي يبدأ على مراحل من الهدا بالطائف وحتى عسير او العكس ويكون ذلك مع بداية كل موسم صيف ستلاقي الفكرة مصاعب في البداية لكنها محققة لمكاسب كبيرة ستجعل الجميع يحرص مستقبلا على تنفيذها ويمكن تقسيم السباق على سبع مراحل او اكثر كل مرحلة تبدأ من الساعة الواحدة ظهرا وتنتهي بمعلم من معالم المكان الذي تنتهي فيه مع الأخذ بمرور المتسابقين على ابرز المعالم في كل مدينة او قرية يمر بها السباق.
وهنا لابد من مشاركة وزارة الداخلية من مرور وأمن عام وأمن طرق والدفاع المدني والهلال الأحمر وكافة القطاعات وكذلك مشاركة الطيران العمودي في التصوير المباشر ووجود معلقين لهم خبرة بمناطق السباق من الناحية الجغرافية والتاريخية بالإضافة إلى المعلق المتخصص برياضة الدرجات واستغلال المساحة الشاسعة والمرتفعة طول الطريق للوحات شعبية تتفنن المدارس والمحافظات في رسمها وتشكيلاتها.
اسوق هذه الرؤية وانا أبحث عبر كل وسائل الإعلام والتواصل عن دور الاتحاد السعودي للدراجات الهوائية ، فلا اجد أي منجزات عربية او قارية فضلا عن العالمية ، اللهم أخبار ورش ومهرجانات محلية لا تثري الساحة ولا تحث على المنافسة ، فهلا خرجت من محيط المكاتب إلى ساحات ومسافات المكاسب ، وكذلك هيئة الترفيه الذي يجب أن لا ينحصر نشاطها على الحفلات الغنائية ، هذا باختصار ارجو ان لا يكون مخلا ـ
ص ب ـ ص ب ـ 8894 تويتر / saleh1958

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *