[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالرحمن المطيري [/COLOR][/ALIGN]

حين يخرج على سبيل المثال مواطن أمريكي لديه خلل ما في عقله أو عقيدته لوسائل الإعلام هناك محاولاً إقناع منهم من خلف الشاشات الصغيرة بأن الدين الإسلامي دين دموي وأن جميع معتنقيه هم أناس متطرفون يشكلون خطراً وتهديداً كبيراً للمجتمع هناك فإن أول ما سيصف به الأمريكيون إبن جلدتهم هو \” التطرف \” ! حدث ذلك قبل أكثر من عامين حين أعلن القس تيري جونز نيته حرق القرأن ليجابه بعدد من البرامج التلفزيونية والصحف المحلية التي رفضت ما كان ينوي هذا المعتوه فعله حتى أن بعضها ذهب بعيداً و شكك علانية بقواه العقلية حينها , وأصدر وزير الداخلية البريطاني أيضاً قراره بمنع دخول القس للمملكة المتحدة متهماً إياه بالتطرف الديني وخلق الكراهية , إذاً نحن أمام مثال صارخ على فشل أي محاولة لتشويه الدين الإسلامي تأتي من الخارج سواء كان من يقف خلفها مواطناً عادياً أو سياسياً له حضوره الكبير لكن ماذا عن مقدار الضرر الذي قد يلحق بالإسلام حين تقبض سلطات أي دولة في العالم على شخصاً كان مسؤولاً عن تفجير إرهابي قضى فيه ثلاثة مواطنين أبرياء وخلف المئات من الجرحى الذين لاذنب لهم سوى أنهم ذهبوا للمشاركة في ماراثون شعبي يقام كل عام ليتم الكشف عن وثائق ذلك الشخص ويظهر على تلك الشاشات أنه أحد معتنقي الدين الإسلامي ؟ قبل كل شيء سيعود ذلك القس للمشهد لكن هذه المرة بعزيمة أقوى وخطوات أسرع فهو يملك الأن كما يظن دليلاً ثابتاً على صدق ما كان يخبر به اَن ذاك ولربما طالب الجميع أيضاً بإعتذار رسمي عن كل كلمة سيئة قيلت فيه هو يستحقها , لا أحد بإمكانه أن يلحق الأذى بسمعة دين عظيم يحث على التسامح وإحترام العهود كالإسلام أكثر من أبنائه ! لا أحد أيضاً يستطيع تهديد حياة أي مسلم قطع ألاَف الأميال هرباً من حياة تعيسة مطعمة بالجوع والفقر لطلب المعيشة في دول مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا أكثر من شخص متطرف محسوب على الإسلام , لا أحد بإمكانه أن يحول صورتنا الجميلة في أعين الغرب والشرق إلى صورة أخرى قاتمة مليئة بالسواد والكراهية إلاً شخص أحمق لا يرى طريقاً موصلاً للجنة سوى من خلال قتل مواطنين تلك الدول وهو ما فعلاه بالضبط الشقيقان الشيشانيان في بوسطن قبل أيام ! يقول صديق لي في تعليقه على الحادث الأخير \”يجب علينا أن نزرع في أولئك المتطرفين منا حقيقة أن أمريكا ليست فقط البيت الأبيض ومبنى البنتاغون\” , أما أنا فكنت مشغولاً بالتفكير في خيبتنا و عجزنا عن إظهار سماحة أعظم دين سماوي نفخر بالإنتماء إليه للعالم أجمع .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *