أولمبياد الجغرافيا الدولي وكيفية المشاركة
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]جمعان الكرت[/COLOR][/ALIGN]
شاركت مع نخبة من مشرفي عموم وزارة التربية والتعليم وممثلي المناطق التعليمية من مشرفين تربويين في المواد الاجتماعية ، في ورش عمل تربوية لتحليل المشاركات السابقة في أولمبياد الجغرافيا الدولي والذي نًظم العام الماضي في دولة تونس, وإعداد خطة عمل للمشاركات القادمة في دولة ألمانيا, ومن خلال النقاشات، وأوراق العمل المطروحة تبيّن أن هناك عدة أسباب أدت إلى الإخفاق دون الحصول على مراكز متقدمة ، ولا شك أن الأسباب عبارة عن حلقات مترابطة ومتلازمة من بينها كفايات المعلم ، المنهج الدراسي ، البيئة المدرسية ، المخصصات المالية, وغيرها.
أما بالنسبة للمعلمين فالكثير منهم يكرسون جهدهم ويبنون أهدافهم التدريسية على المعلومات دون الالتفات كثيراً إلى المهارات الجغرافية ، بمعنى أكثر دقة ، المعلم يكتفي بالمستويات الدنيا من سلم بلوم تاركاً الجانب الأهم في العملية التعليمية والتربوية ، دون وضع الطلاب في محكات، تنمي مهارات التفكير والتحليل والاستنباط والربط ، إلى جانب تخصيص تدريس الجغرافيا داخل حجرات الدرس دون التخطيط والتنظيم لرحلات خارجية من أجل الوقوف ومشاهدة الظواهر الطبيعية والبشرية ، والربط بينها وتأثر كل منهما في الآخر .
معلم الجغرافيا ليس معلماً يتكئ على تحفيظ الطالب المعلومة واستظهارها, الجغرافيا من العلوم التي تنمي مهارات الاستقراء والتفسير ، والتحليل ، والاستنتاج ومعظم العمليات العقلية, متى أحسن المعلم التخطيط لذلك, ووفق في طرائق التدريس الفاعلة, والتي تجعل من الطالب المحور الأساس في العملية التعليمية والتربوية. فالطالب لن يتمكن تفسير أية ظاهرة دون رؤيتها والمرور بها عن قرب ، وتفسير أسباب حدوثها ، وربط العلاقات بينها عندها يستطيع الخروج باستنتاجات تضيف له مخزوناً معرفياً ومهارياً ، كما أن من النادر جداً أن تجد طلاباً يطبقون عملياً تحديد المواقع المكانية بواسطة وسائل التقنية الحديثة googleErth, jBS وغيرها .
ويأتي المنهج كواحد من الأسباب الرئيسية ، سواء في محتوياته أو أساليب تقويمه فيركز على الحد الأدنى من المعرفة ، وهنا جاء الاهتمام بالمناهج مؤخراً ..ونستطيع القول بأن مقرر الصف الرابع والأول متوسط يحقق شيئاً مما يحتاجه الطالب في علم الجغرافيا .والبيئة المدرسية أيضاً تفتقر لوجود معامل خاصة بالجغرافيا إذ أن الاكتفاء بالصور لا يحقق معرفة لذا من الضرورة بمكان أن تقوم الوزارة بتوفير معامل خاصة للجغرافيا, لما تمثله من أهمية من خلال التطبيقات العملية .
وحتى تحقق مكانة في المنافسات العالمية ، يحتاج فريق العمل إلى دعم مالي ليتم تدريب جميع القائمين على المشروع مشرفين تربويين ، معلمين ، طلاب – ولفترات زمنية طويلة – كي تتمكن المملكة من خوض غمار المنافسة الحقيقية والحصول بعدها على أوسمة تزيد من ألق المشاركة لان الحصول على ميداليات ذهبية أو فضية في مثل هذه المنافسات لا يقل مستواها عن حصول المنتخب على مراكز متقدمة في كرة القدم أو أي لعبة رياضية, والسؤال هنا : إذا أرادت وزارة التربية والتعليم أن تحقق شيئاً ووهجاً مضيئاً في مثل هذه المسابقة عليها تخصيص مبالغ مالية فضلاً عن دعوة رجال الاعمال والشركات المساهمة في دعم المسابقة ، لأن دعم مثل هذه الأشياء يأتي في أولويات المواطنة الصادقة ، خصوصاً وأن طلابنا وطالباتنا لديهم من القدرات والإمكانات العالية ما يجعلنا نتفاءل بتحقيق مراكز متقدمة واقتطاف الجوائز العالمية .
شكرا للإدارة العامة للتربية والتعليم بمحافظة جدة على حسن الاستقبال ودقة التنظيم وكرم الضيافة ,وهذا ليس بمستغرب من إدارة لها باع كبير في التخطيط والتنظيم, يمتد الشكر لرئيس قسم الاجتماعيات بالإدارة الدكتور عبد الله العبادي وزملائه في القسم.نتمنى أن توافق الوزارة على التوصيات التي خرج بها المجتمعون في اللقاء ليس فقط من اجل الحصول على البطولة بل من اجل تحسين مخرجات مادة الجغرافيا.
التصنيف: