عبدالله فراج الشريف

أودنيس الأديب السوري، ذي الجذور العربية الإسلامية الذي تخلى عن اسمه واسم أبيه ومن ثمّ جذوره مختاراً، ظناً منه أن هذا يقوده الى العالمية فلم يستطع قط أن يبقى في دائرة المحلية، سورية كانت أم عربية، وتطلع بشغف ومنهم منقطع النظير للحصول على جائزة نوبل ليبلغ بها العالمية، ولم تأته مختارة، رغم قدرته الفائقة على التصدي لكل ما هو اصيل في فكر أمته، وعبر أصدق نصوصها (القرآن الكريم)، فهو اليوم ينشر على الملأ مقابلة مطولة على جريدة الكترونية سورية جديدة، لا يعرفها أحد اسمها \”الوطن أونلاين\” يحتشد فيها فكر التخلي عن الجذور الذي شتهر به ادونيس، قال فيها لما سأل عن الدولة المدنية: أنها خطوة وليست حلاً نهائياً، وتنبأ بأن سنظل ضمن قبائلية وعشائرية وطائفية، ونظل دوماً مهيئين لحروب داخلية بشكل أو آخر، ليسد الآفاق عربياً بقوله هذا، فلا منجى من أوضاع متردية تسود الأوطان العربية إلا بفكره.
ويردف قائلا: وبما أن النص القرآني الإسلامي هو نص توارتي بشكل أو آخر، تنتصر بزعمه وجهة النظر الاسرائيلية بأن دولتها دولة يهودية، فهي من وجهة نظره توحي بهذا الى المسلمين بأن يعملوا عملهم في شؤون المسلمين عبر دولة دينية، ويتهم الغرب بأن كله يمشي مع الدين، لأنه لا يمانع في أن يجتمع قائد غربي مع مجموعة دينية، فذاك أسهل عليه بكثير من أن يجتمع بمجموعة ديمقراطية، فإذا زار بلداً غربياً وفد ديمقراطي حقيقي فان هذا سيؤدي الى مشاكل، لانه سيطرح عليهم قضايا، على حين اذا زارهم وفد ديني فإنه سيكون أسهل بكثير، بهذه السطحية الفكرية المنبئة عن جهل عظيم بالواقع، يريد أن يصنع ادونيس أوهاماً، رغم أنه عد نفسه من الشخصيات المهمة لا على المستوى السوري أو العربي فقط، بل على المستوى العالمي، لذا رفض أن تكرمه سوريا وقال: أن اكرم بهذا المستوى العالمي، أما أن يكون تكريماً عادياً يعطي لكل البشر فأنا لا اقبله، فهو خارج نطاق البشر، ومع ذلك لم يستطع أن يكون شجاعاً ينتقد السلطة لذلك قال: لا يجوز اتهام رجال السلطة بالكامل، فرجال السلطة يجب أن نعترف بأنهم أكفاء حقيقيون يريدون التقدم.
ولايزال أدونيس ينتظر تكريم العالم له بجائزة نوبل، وهو أهم أن هجومه على كل مقدس لأمته يؤهله لذلك، حتى ولو قال: إن نصر القرآن نص تراثي، وهو في الواقع غير مؤهل للنظر في كليهما (القرآن والتوراة) ولكن الجهل بقدرات النفس يدفع مثل أدونيس لهذه السطحية، فهل أدرك المغرمون به مدى هذه السطحية، هو ما نرجو والله ولي التوفيق.
ص.ب 35485 – جدة 21488 – فاكس 6407043

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *