أوباما وأقطاب القرار العربي

• محمد حامد الجحدلي

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد حامد الجحدلي [/COLOR][/ALIGN]

ندرك تماما المكانة المتوازنة بين الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة الرئيس باراك أوباما وبين زعماء العالم العربي وقياداته الواعية التي تضع مصلحة شعوبها في مقدمة أهدافها الإستراتيجية ومن الدلائل على عمق العلاقات المتبادلة تأتي هذه الزيارة التي يبدأها فخامة الرئيس الأمريكي أوباما بدء من اليوم لكل من المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية كقطبي المعادلة السياسية الثابتة والقرارات الصائبة والتي تتفق مع كافة الأقطاب العربية وتعبر عن رأي الشارع العربي بكل آماله وطموحاته وهمومه والإشكاليات الراهنة التي كانت ولازالت تمثل تحديا لاستمرارية هذه العلاقات المتينة والمحافظة علي ديمومتها لمزيد من العطاء ومستقبل شعوب المنطقة العربية وأصدقائها في العالم وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية التي تتسم بالواقعية وسياسة النفس الطويل وصولا لفعل إيجابي يجد مكانه على أرض الواقع يؤكد صدق النوايا الحسنة بين كافة الأطراف التي تبحث عن الاستقرار الدائم لضمان حياة كريمة يتمتع بها الجميع في ظل متغيرات عديدة وملفات ساخنة وقضايا مؤجلة فرضت نفسها على أجندة العمل السياسي بين الأطراف ذات العلاقة ليبقى الخاسر الوحيد في حالة فشل المسار السياسي الصحيح وشفافية طرح مجمل القضايا هي المصالح المشتركة بينهما ومستقبل العلاقات المتميزة وهو ما يتطلب وضع أسس الحوار الصريح لإنهاء الإخفاقات السابقة دون التأثر بمواقف سياسية لا ترتقي لتاريخ هذه العلاقات التي تمتد لأكثر من سبعة عقود زمنية تميزت بالمصداقية والتعاون فيما بينها في وقت تعجز كافة الحلول السلمية عن احتواء هذه المواقف وبعيدا عن الأوضاع القائمة في فلسطين والعراق وأفغانستان والتهديدات الإيرانية لدول المنطقة وما حدث في قطاع غزة مؤخرا يعد كارثة إنسانية وانتهاكات صارخة تمارسها دولة الاحتلال الإسرائيلية ضد شعب أعزل يريد أن يمارس حقوقه الطبيعية ولا يمكن للقرار السياسي العربي أن يتبنى هذه القضايا ما لم يكن هناك إجماعا عربيا على وحدة القرار السياسي العربي كما كان عليه العرب أبان السبعينات الميلادية فمها كانت تلك القرارات انفرادية وواجهت غضب الشارع العربي إلاّ أنها كانت تمثل قوة القرار ووحدته.
ومن غير المنطق أن يمارس العرب ضغطا على الإدارة الأمريكية الجديدة بزعامة باراك أوباما بإيجاد حلول عاجلة لكل هذه القضايا الشائكة في فترة زمنية قصيرة جدا ولا يمكن محاسبة الولايات المتحدة الأمريكية على مواقفها السابقة قبل عهد الرئيس أوباما لانحيازها التام اتجاه إسرائيل فالعرب يعرفون تماما من يقف وراء إسرائيل ومع كل هذا الانحياز تبقى مشاريع السلام قائمة والزعماء العرب لا ينقصهم توحيد مواقفهم السياسية وتفويض لجنة عليا ببحث قضاياهم على طاولة المحادثات الجادة وفق خطة زمنية محددة يصادق على إقرارها جميع الأطراف ولعل سياسة الخطوة خطوة بالرغم من ما واكبها من تخاذل أثر على نتائج المحادثات التي كانت سببا للفوضى العارمة التي اجتاحت المنطقة وكانت مدعاة لضعف القرار السياسي العربي وعدم مصداقيته أمام الرأي العام نتيجة إسقاطات خطط لها بدقة متناهية من قبل أعداء أنصار السلام وإن لم تنطلي تلك اللعبة على الزعماء العرب وشعوبهم وإنما كان لتخاذل الإدارات الأمريكية السابقة باعتبارها راعية السلام دورا بارزا بانحيازها التام نحو إسرائيل مما أغضب المجتمع الدولي.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *