[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]فهد بن محمد علي الغزاوي[/COLOR][/ALIGN]

صادف هذا العام قدوم رمضان ومن ثم عيد الفطر المبارك وبالتالي العودة للمدارس مما أرهق ميزانية الأسر وخاصة الأسر القادمة من خارج البلاد بعد قضاء اجازة الصيف .ومما يزيد من ارهاق ميزانية الاسر متطلبات المدارس التي أخذت في ازدياد بشكل ملفت
للنظر . فلا توجد مكتبات قرطاسية الا وترى بها ازدحام بالطلبة والطالبات برفقة والديهم .ويقف الآباء موقف الحائرين بين المتطلبات الاساسية والثانوية ورغبات الابناء وتطلعاتهم في شراء الأغلى من الحقائب والنوتات والأقلام وفي وسط هذا الزحام المتجدد
كل عام دراسي نجد أن هناك الكثير من الاسر لا تستطيع توفير حاجات المدارس الاساسية فضلا عن الثانوية في ظل ارتفاع الأسعار والانتهاء من مصروفات شهر الصوم والعيد والعودة للمدارس .
ونحن هنا نهيب بالاخوة الزملاء والزميلات في وزارة التربية والتعليم ان يخففوا أعباء ابنائنا وبناتنا من متطلباتهم بنوعيها \” الأساسية والثانوية \” وأن يعملوا جاهدين على تقدير أحوال الأسر المحتاجة . \” فاذا كان المُدرس مثلاً يُدرس اللغة العربية أو الانجليزية
عليه أن يختصر في توفير النوت أو يقسمه الى قسمين لعمل الواجبات . .وهكذا بالنسبة لباقي المواد \” . فكثير ما ينتهي العام الدراسي ونجد أن كثيرا من النوتات لم يستخدم منها سوى بضع وريقات قد لا تفي بالمنهج واذا كانت مناهجنا لا تفي بتقدير احتياجات الأسر فعلينا كمعلمين ومعلمات تقدير المسؤوليات وخاصة وأن بعض الأسر لديها أكثر من ابن وأكثر من ابنة مما يحتم على الوزارة ممثلة في ادارتها ان تعمل على التنبيه على معلميها ومعلماتها \” أن يسددوا ويقاربوا ما استطاعوا \” في طلباتهم بنوعيها تقديرا لاحوال الاسر عموماً وخاصة المحتاجة والمعدمة .علماً بأن تكافؤ الفرص في توفير الاحتياجات غير ممكن .فهناك الاسر الغنية والأسر المحتاجة والمُعدمة وكلاهما يلتقي في فصل واحد وكذلك في مقعد واحد . .وهنا تكمن الحزازات النفسية وتظهر الفوارق الاجتماعية عند استخدام الحقيبة او المسطرة او النوت او الأقلام أو توفير المريول المدرسي ونوعيته . . فلا بد على المربين وعلى رأسهم معالي وزير التربية والتعليم ونوابه ومديري التعليم عموماً ان يعملوا جاهدين على اذابة مثل هذه الفوارق الاجتماعية
بين الطلاب والطالبات ومحاولة طلب الارخص والأوفر وعدم الأخر بالمكلف وتعميمه على الطلاب والطالبات . .وأعتقد أن كثيراً من الأسر وسط هذه المواسم المكلفة قد انفقوا أكثر من دخلهم بمراحل كثيرة .واحسب ان التربويين هم أكثر الناس انصافا ورحمة ورفقا بطلابهم وطالباتهم . ولا يُرضي المعلم أو المعلمة بالذات أن ترى طالباتها في موقف محرج أمام زميلاتها، فمهمة التعليم واهدافه هي ان نعمل على تسهيل تكافؤ الفرص للمتعلمين وأن نبعد عن المناظرات والتباهي والتفاخر بما نملك ومانستطيع توفيره لابنائنا من خلال مستوياتنا المالية والاجتماعية .
ويحضرني هنا سؤال اسأله لزملائنا المربين والمربيات وهو : إلى أي مدى تسهم المدرسة في تقوية العلاقات والروابط الاجتماعية؟ وما وقعها في نفوس الصغار والكبار؟ وكيف اصبحت تقليداً اجتماعياً تتوارثه الأجيال؟وفي نظري تؤدي المدرسة الى تقوية الروابط الاجتماعية والاسرية وخاصة في مواسم بدء الدراسة وبداية الأعياد والمناسبات وتعتبر المدرسة ممثلة في تربوييها مفهوما ورمزا وتعبر عن التقاء الأسر والطلبة واشاعة روح المساواة فهي تزيد من التكافل المعنوي الاجتماعي وتُعزز العلاقات وتقوي الضبط الاجتماعي داخل الأسر والمجتمع مما ينعكس ايجاباً على التلاقي والتسامح والتصافي وتقلل الفجوة بين الطبقات وكذلك الحرمان الاجتماعي وتزيد من المشاركة والتفاعل الايجابي .
وتعتبر هذه الأهداف التربوية في عُرفنا كتربويين موروثا ثقافيا متجددا تغرسه المدرسة في نفوس أبنائها لرفع الجانب المعنوي وزيادة أواصر الحب لتزيد الروابط بين طلابها ومنسوبيها وتكسر الحاجز بين الفوارق الاجتماعية المختلفة .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *