أهل الكهف ومعيشة الغلاء والزهايمر
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]أنور بن أحمد زامكه[/COLOR][/ALIGN]
منذ أن يسدل الليل ستاره تتوالى الأفكار تقض مضجعك ترفعك تارة وتهوي بك تارة كأنك سفينة يتخبطها الموج في بحر لجي يغشاه موج ,ليس لوجهتك عنوان وليس لك مرسى ولا تعلم أين سيرمي بك المدر والطوفان.
مسكين انت ايها الانسان لست مجمون ليلى وليست ابنة عمك عبلة ابنة مالك وتعاني كل هذه المعاناة وتعيش كل هذه الاحزان تحاول جاهداً أن تعيش في ظل غلاء المعيشة ذلك الظل الذي تتأجج ناره ولم يرحم صغيراً أو كبيراً ويقذف الحمم على من هب ودب دون رحمة او هوادة.ليس هناك فرق بين ايامك فأمسك غدك وآلامك تلازمك ليس لديك حل او بديل تسير على قطار مستلزمات الحياة تقف عند كل محطة مرغماً بدءاً من محطة قسط البنك ثم قسط السيارة فإيجار الشقة والكهرباء والهواتف والجوالات وراتب الشغالة ومصاريف المدارس والمواد الغذائية والصحية والأدوات والأجهزة المنزلية والكهربائية وصيانة السيارة ومصروف الزوجة وهدايا الزيارات والمناسبات ويا ويلك يا سواد ليلك من محطة الافراح \”الاحزان\” فمن شروط تلبية الدعوة الحضور بأحدث الازياء والموديلات وتوابعها ومكملاتها من الإكسسوارات والماكايجات والعطور لكي يكتمل العقد ، ليست هذه كل المحطات بل هناك محطات صيانة المكيفات وتجديد الاثاث وشراء الملابس والنزهات والمستشفيات وما أدراك ما المستشفيات الخ.. تتلقى ضربات خاطفة عند وقوفك بكل محطة يمنة ويسرة وتحت الحزام حتى تأتي الضربة القاضية فقائمة المحطات لا تنتهي ولايمكن لدخلك الشهري أن يقوم بتغطيتها خاصة لو كنت من ذوي الدخل المحدود أو المتقاعدين أو موظفي الشركات والمؤسسات المحرومون من العلاوات والبدلات وكأنهم يعيشون في عالم آخر ليس لهم علاقة بغلاء المعيشة فأنت تحتاج إلى ضعف الدخل بل ضعفي الدخل وربما أكثر فأنت لا تعاني من غلاء المعيشة بل تعاني من معيشة الغلاء فقد عجزت الميزانيات والمخصصات الاستهلاكية بجميع نظرياتها وقوانينها من إقفال حساباتك دون عجز أو قصور.
هم بالليل وذل بالنهار قطار العمر يمضي ورصيد حسابك سحب على المكشوف تتمنى أن تنام نومة أهل الكهف وتستيقظ بعد ثلاثمائة عام ويزيد لتشتري بورقك ما لذ وطاب ولكن هيهات حتى هذه انت محروم منها تحدث نفسك على مرأى ومسمع من الناس شرود تام وهذيان لم تعد تستذكر ايام الصبا الجميلة التي كنت تعيشها في كنف والديك وأنت مدلل منعم لا تحمل حتى هم نفسك بينما اليوم أنت تحمل هم نفسك واسرتك لقد أصابك الزهايمر أيها المسكين وكل ما أخشاه عليك أن تنسى أنك أنت إنسان، ذلك الإنسان الذي خلقه الله سبحانه وتعالى لعبادته وكرمه بعمارة الأرض ليكون له بصمة وشمعة تنير الطريق للاجيال التي تليه.
تألمت كثيراً عندما قرأت عن الزوجة التي طعنت زوجها نتيجة خلاف على مصروف المنزل، مسكين أنت أيها الزوج كم وكم انفقت لتحافظ على افراد أسرتك وتؤمن مستقبلهم ولم يكن في الحسبان أن تكون مكافأتك طعنة، ليس هناك مبرر لتصرفات الزوجة ولكن لعلنا نقول إنه انفجار خارج عن المألوف نتيجة للضغوط المادية التي لم نعد قادرين على حملها.
لقد افتقدتك أيها الانسان اشتقت إلى ضحكتك وابتسامتك البريئة اشتقت الى بشاشة وجهك ورجاحة عقلك اشتقت الى طيبة قلبك وصفاء ودك تأكد أن ما اصابك لم يكن ليخطئك وما أخطاك لم يكن ليصيبك وأن قدرك محسوم ورزقك مقسوم وأن لو اجتمعت الإنس والجن على أن يغيروا أمراً قد قدره الله لك لن يقدروا على ذلك فعش كما أنت ولا تجعل الدنيا اكبر همك \”فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وماله في الآخرة من خلاق*ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنّا عذاب النار\”.
كن قريباً من الله فربما ما أصابك بسبب بعدك عن الله وبسبب كثرة ذنوبك ومعاملاتك الربوية في البنوك والمصارف والرهن العقاري فكن راضياً وعد قبل أن يسلط الله عليك الدنيا فتخسر الدنيا والآخرة.أنا إنسان مثلك أيها الإنسان وأعاني من معيشة الغلاء مثل معاناتك وربما أقل أو أكثر وأتمنى ألا أنام مثل أصحاب الكهف وأخشى على نفسي من الزهايمر.
التصنيف: