أنفلونزا الخنازير.. كيف يفكر المسلم؟

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]هناء حجازي[/COLOR][/ALIGN]

أصابني حزن وغضب حين واجهت بشكل جلي كيف يفكر المسلم المثقف الواعي في مسألة الوقاية من أنفلونزا الخنازير.. وسأضرب مثلا بعائلتي، عائلة من الطبقة المتوسطة، غالبية أفرادها جامعيون، البعض من حملة الشهادات العليا، وعدد من أبنائها يدرسون في كلية الطب.. لكن كل هذا لم يمنعهم من الإصرار على الذهاب لأداء سنة العمرة في رمضان، أريد أن أهدأ وأنا أكتب لأنني حين أواجه فعلا لا منطقيا تصيبني الحيرة والحزن والغضب.
أين المنطق في أداء سنة بينما يحذر كل الأطباء في كل العالم من خطر انتشار وباء قد يؤدي إلى وفاة ملايين البشر.. وبينما ينادي أطباء في بريطانيا وبعض دول العالم هذه الأيام إلى تأخير عودة الأطفال إلى المدارس تحسبا لانتشار المرض، يصر الناس عندنا على أداء سنة يمكن أن تسهم في انتشار المرض، والسنة التي يجب أن يفكر فيها المسلم العاقل بشكل أكثر منطقية هي أن يتوقف عن الذهاب إلى أماكن الازدحام منعا لأن يكون من المساهمين في انتشار الفيروس.. بمعنى أدق، أن لا يكون مصدراً للأذى لبقية المسلمين.. أفكر معكم بصوت عال وأتساءل، حتى متى نحن اتكاليون ونحب أن نتهم الآخر بكل ما نقع فيه من مصائب.. لا يبذل الإنسان أية وسيلة تمنع عنه المرض، لازلنا نصر على تقبيل بعضنا عند اللقاء، بينما يقول العقل الآن أن الحب الحقيقي يعني أن أتوقف عن معانقة الناس عند لقائهم.. والعقل يقول أن لا أصر على أداء العمرة لأن في ذلك أذية للناس في حال اكتسبت الفيروس ونقلت العدوى لآخرين، وإذا كنت لا أهتم لأمري وأمر إصابتي بالفيروس فما ذنب الآخرين الذين سأنقل لهم العدوى.. ونقلا عن إحدى قريباتي أخبرتني بأن إحدى الداعيات كانت تسخر من الناس الذين لا يتورعون عن الذهاب إلى الأسواق والمطارات بغرض السفر لكنهم يتورعون عن الذهاب لأداء العمرة، وكان من الواجب عليها أن تدعو المسلمين لأن يكونوا القدوة وان يثبتوا أنهم أكثر عقلا وفهما ووعيا وأن تخليهم عن أداء العمرة أكبر إثبات لوعيهم وحرصهم على كف الأذى..
لماذا يعتقد المسلم أن عدم ذهابه هذه السنة لأداء العمرة أو الحج هو ضعف في الإيمان، بينما الإيمان الحقيقي يدعوه للتفكر والتعقل وتدبر الأمور.. لمن يريد المسلم أن يثبت قوة إيمانه؟ لنفسه أم للآخرين..
فكروا أيها المسلمون.. أنتم لستم بحاجة لإثبات قوة إيمانكم لأحد إلا لأنفسكم.. وفكروا في الذنب الذي ستحملونه على عاتقكم إذا أصاب أحد بسببكم الضرر.. نسبة الوفيات من الأنفلونزا حتى الآن ضعيفة والحمد لله، لكن الخبراء يعرفون أن الخطر هو في تكون فيروس أقوى واشد فتكا، وهذا يتم بشكل أسرع كلما زاد عدد المصابين وناقلي العدوى.. فتبصروا .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *