[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. منصور الحسيني[/COLOR][/ALIGN]

لا تظلموني فأنا لست فاسداً وإن كنت معيناً للفساد، فوجدت نفسي بين مجموعة فاسدين ومغيبين للنظام لأنهم من الرقيب مقربون، حاولت أن أخالفهم فخشيت الضياع، وفكرت أن أشكي فعرفت أنه سوف يلحقني الضياع، فعملت للمليون وأنا أردد أنا لست فاسداً لكن توسدني الفساد.
لا تتهموني فأنا لست فاسداً وإن كنت اسرق في النهار، فوجدت نفسي وقد أصبح توقيعي فسيحاً كالبحار فيقال لي هذه هديتك و\”النبي قبل الهدية\”، حاولت أن أتراجع ففكرت في عرس البنات وأمهن، وتذكرت ذلك المخلص الذي قاوم كل المغريات ولم ينل حتى شهادة شكراً وعندما مرض كوفئ بالإهمال، فقبلتها وأنا أردد أنا لست فاسداً لكن توسدني الفساد.
لأ تقهروني فأنا لست فاسداً وإن كنت قد غيرت كل المواصفات، فوجدت نفسي في موقعاً جعلني أشاهد من يجمع بالدولار ويحول المليون ويسعى إلى المليار، فسألته أيها الزائر كيف الطريق إلى الريال؟ ففاجأني أن الوسيلة هي الاحتيال لأن الرقابة تكتفي بالأوراق والمراقب يشيش مع العيال، فلعبت في كل العقود وأنا أردد أنا لست فاسداً لكن توسدني الفساد.
لا تلوموني بعد أن ساعدتموني، ألستم من رحب بي عندما ظهر علي الثراء وتعرفون مصدره؟ هل تجنبتموني لأني فاسد حتى أكون أنا المثال؟ أنتم من شجعني وقدمني على الكبار وكرمني قبل الأبطال، فتشجع غيري على الفساد لأنكم تخليتم عن قول الحقيقة، الأمانة، فأشدتم بي وبمهاراتي.
الرقابة لابد ألا تكتفي بما يقدم لها وتعتمد التقييم والتحليل مقابل ما دفع، والفرد هو إنسان عرفنا خالقه سبحانه أنه يبشره بالجنة وينذره بالنار، ولهذا يتحتم علينا السخاء في تحفيز من يكافح الفساد وسن أشد العقوبات حتى لا يجدي الفساد وعلى رأسها التشهير ولهذا سيشهد الناس يوم القيامة الفائز من الخاسر والعاقبة للمتقين.
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *