أنس الدريني

قبل أسبوع جاءني صوت والدي عبر الهاتف محملا بالفرح الذي شعرت به أثناء وصفه لفعاليات مهرجان أملج الربيعيّ الساحر \”أملج أجمل\” أخذ يجوب بالحديث أرجاء الميناء البحري واصفا تلك الأجواء المفعمة بالحيوية وتلك الأنشطة البحرية المشوقة الجميلة.. يقول: لقد كانت الأنشطة منوعة ما بين استعراض بحري خلاب ومسابقات بحرية محفزة وعروض شعبية عُزفت على إيقاع الزمن الجميل والذي يحوي تاريخا حافلا بالأصالة لهذه المدينة الضاربة في جذور التاريخ.
وأحسبٌ أن هذا الفرح الذي شعر به الوالد حفظه الله كان حاضرا في قلوب الجميع هناك من أطفال ونساء وشيوخ وشباب فالأصداء واسعة والتقارير الصحفية برهنت على وجود عمل منظم وجهد مكثف ما كان ليكون لولا تضافر الجميع أمام هدف يلوح أمام أعينهم منذ زمن بعيد فكيف حدث هذا؟؟
لقد قُيض لهذه الفكرة شباب واعٍ أراد أن يُظهر وجه مدينته الجميل كواجهة بحرية ساحلية سياحية بكل المقاييس..متكلين على الله وأخذين بعين الاعتبار المشاركة الجماعية والأخذ بآراء الآخرين كقاعدة صلبة نحو الانطلاقة الأولى.. وهكذا بدأ التخطيط والتنسيق في خطوات واثقة تحفزها النوايا الطيبة في سبيل وصولهم إلى تقديم عمل مرضٍ على أقل الأحوال
ولله الحمد كان لهم ما أرادوا فقد فرح الجميع بهذا العمل المميز والذي جاءت نتائجه على غير المتوقع فقد نجح في تقليص المسافة البعيدة بيننا وبين الزمن الماضي من خلال سوق شعبية منسقة وأمسيات هادئة وأنشطة متعددة لها ارتباط بحكايات الأجداد وقصص الكفاح.. ولعل ما نتطلع إليه إبان هذا النجاح الملحوظ أن تدوم هذه الإطلالة لسنوات قادمة وأن يكون التخطيط لها مرسوما في الأذهان من الآن غير مكترثين بدعوى المحرضين من أعداء النجاح داعيا رجال الأعمال لمد يد العون في سبيل النهوض بالجانب السياحي لأملج الساحرة والتي تتوافر بها كل مقومات السياحة الفعلية من موقع استراتيجي وأجواء ربيعية وطبيعة بحرية لا تقاوم
وأخيرا لم يبقَ سوى تقديم شكرنا الجزيل لكل من ساهم في إنجاح هذه الفعالية غير المسبوقة آملاً في نفس الوقت عمل حفل تكريمي لهؤلاء الشباب تعظيما لدورهم الرائد ودعما لتطلعاتهم القادمة.. وإلى ذلك الحين ومن خلال هذه اللمحة العابرة أقف عند ذلك الصوت المعبر عن حبه لأملج صوت الاديب والشاعر الكبير طه بخيت حين قال:
ما ألومكم في معزتها.. ولا على الحب ليا عتاب
أملج متى جات سيرتها.. عذب الكلام الذي ينساب
مثل العسل في مودتها.. وأحلى من الشهد والعناب
من يومها في حلاوتها.. ومن يومنا والقلوب أحباب
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *