امتداداً لمقال سابق “زمن الفسيفساء” اطلعت على مقطع مأخوذ من إحدى الهفوات الفضائية. في ذلك المقطع كانت المذيعة تسأل ضيفتها عن شأن من شؤوننا العامة والتي هي حديث الساعة ألا وهو “قيادة المرأة” وربما كان المقطع قديماً وسابقاً للأمر السامي لا أدري ولكن ليس هذا موضوعنا.
كانت الضيفة متحمسة جداً في ردها وتردد “أبداً، لا أوافق. إلا السعودية، إذا ساقت المرأة هناك ستحصل كوارث. هذه كارثة. بلاد الحرمين وتقود فيها المرأة؟ في مكة؟ ثم انتبهت، وحاولت تلطيف الجو بقولها. أنا لست ضد قيادة المرأة السعودية. بالعكس، أنا أفرح عندما أرى سعوديات يقدن سيارتهن في بلادي. الخوف ليس من السعوديات ولكن من دخيلات قد يقدن سيارات في مكة. ثم ختمت بقولها “أنا عندي غيرة على ديني وأرى أن هذا الأمر كارثة”
هذا تقريباً ملخص لذلك المقطع العجيب الغريب. وليس الغريب رأي الضيفة فهي ممن اعتلى موجة الفوضى الفضائية وقُدِّمتْ لنا على أنها مطربة ولو أن ظهورها كان في عهد العمالقة لظلت تغني على طريقة المثل الشعبي ” من داري عنك يللي في الظلام تغمز” ولكن خدعوها بقولهم حسناء والجاهلات يغرهن الثناء.
غريب مريب أمر هذا الإعلام الذي أصبح يصدر لنا كل من هب ودب لينظر لنا ويقنن حياتنا وهو ليس مؤهلاً ولا كفؤاً لذلك.
وبغض النظر عن رأيي الشخصي في قيادة المرأة، لا أدري ماذا قصدت بدخيلات؟ وماهو الفرق من ناحية المبدأ، اذا قادت امرأه إِفريقية أو آسيوية أو سعودية في شوارع مكة؟ ماهو الفرق يا ترى؟
الكارثة، أن يظهر أمثال هذه ويتصدرن الشاشات ليسمعننا كل غث فلا سمين لديهم فما أشبههم بطبل أجوف صوته عال وهو فارغ.
أخيراً، أحترم غيرتك على دينك ولكن أليس الأولى أن تبدئي بنفسك فتتحجبي وتكفي عن الغناء رأفة بنفسك وبنا؟

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *