أفكار مسمومة لعقول صغيرة

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]أمل عبدالملك [/COLOR][/ALIGN]

تواجه مجتمعاتنا العربية تحديات من كل الجهات ويحاول الأهالي تحصين أبنائهم من الأفكار الخاطئة والمناظر الخادشة والسلوكيات المنحرفة وتعتبر الفضائيات المتهم الأول في إفساد عقول الشباب وتبنيهم أفكاراً غربية دخيلة على مجتمعنا قد تكون سبباً لانحراف أخلاقهم، وها هي حملة مناهضة القنوات الفضائية الهابطة تتفاعل مع أفراد ومؤسسات الدولة لتوقف الدمار القادم من خلال شاشات التلفزيون متمنين للحملة النجاح في تحقيق أهدافها.
ولكن من جهة أخرى إذا ما فكرنا بمنطقية هل الفساد يأتينا من خلال الفضائيات فقط؟ أعتقد أننا نواجه غزواً ثقافياً من أماكن مختلفة ويصعب حصرها ولكن أهمها ما قد يأتينا من خلال العملية التعليمية لا سيما إذا كانت مرحلة المدارس في بلادنا العربية والاسلامية ، والتي يكّون بها الطفل الطالب قاعدته المعلوماتية والتي سيرتكز عليها طيلة حياته وقد تؤثر بأفكاره سلباً أو إيجاباً، فالطالب يكون في مرحلة خصبة ويتلقى مجموعة من المعلومات المختلفة في مجالات شتى تساعده على الانفتاح على المجتمع والعالم من الناحية العلمية والأدبية ويساعده صفاء ذهنه في التقاط كافة البيانات والاحتفاظ بها والإيمان بصحتها لأنه يتلقاها من مصدر رسمي وموثوق به وهو المدرسة والتي تعتبر البيت الثاني للطلاب ، فإذا ما تم تمرير بعض الأفكار الهدامة أو المحرضة أو الغريبة عن مجتمعنا ولو بدون قصد فإن ذلك يعتبر تعدياً على العملية التعليمية الصحيحة فتضليل فكر الأطفال جريمة يعاقب عليها القانون ليس بمجرد لفت نظر أو اعتذار لأولياء الأمور بل يجب أن يكون العقاب رادعاً أكثر من ذلك ليعتبر الباقون.
فيجب أن تخضع المناهج في الدول العربية لمعايير ثابتة وواضحة ومعتمدة رسمياً لا مجرد ملازم مطبوعة من الإنترنت مجهولة الهوية كما أن ليس كل ما هو موجود على الإنترنت صالحاً كمادة علمية تدرس في المدارس ويعتمد عليها في بناء ثقافة الطالب.
اعتقد أن عدم وجود منهج موحد للطلبة في بعض الدول إشكالية خطيرة لا يعيشها إلا الطالب نفسه ولن يشعر بها إلا بعد دخوله الجامعة فسيجد قاعدته هشة لا أساس سميكاً لها، كما أن عدم توحيد المناهج يصّعب العملية التعليمية لدى الطلبة في حالة انتقالهم لمدارس أخرى لأسباب عائلية فلن يستطيع مواصلة تعليمه في مدرسة تدرس مناهج مختلفة وأفكاراً لا علاقة لها بما كان يتعلمه في المدرسة السابقة ، ولابد من خضوع المناهج المدرسية للجنة تقييم المناهج قبل بدء العام الدراسي لتقديم الملاحظات واقتراح البدائل قبل أن يتشرب الطلاب معرفة بعيدة عن احتياجاتهم العلمية وغريبة عن قيمهم الإسلامية والتراثية.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *