[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]أ.د . حسن بن محمد سفر[/COLOR][/ALIGN]

أسفر الاشراق الانتخابي بفوز اوباما حيث منه عبر واعتبار فعلى مدى ومدار اشهر عدة والعالم الاسلامي والغربي يتابع ما تولد به الليالي والايام من مخاض نحو التسابق الى حلبة البيت الابيض بعد احتدام المناظرات والمنافسات الى أن اتضح الصبح السياسي وظهر الفوز الكاسح للرئيس بارك أوباما ولاية ثانية. بطبيعة الحال سر هذا كثيراً من العرب والمسلمين في الولايات المتحدة الامريكية والعالم بهذا الاستحقاق لما فيه من أمل نحو الاعتدال والوسطية في التعامل مع القضايا الدولية وقضايا العالم الاسلامي والقضية الفلسطينية والصراع الاسرائيلي والملف السوري خصوصاً وأن منطقة الشرق الأوسط تمر بعض انظمتها بالربيع العربي الذي نتج عنه تفكيك وترتيب وتركيب للبيوت السياسية العربية وفيه متنفس للشعوب التي عانت من الإهمال والتهميش والاضطهاد وغياب الديمقراطية وارتفاع الصوت بالصورة للمطالبة بالتغيرات لصالح البلاد والعباد والاجيال القادمة التي تفتحت على المتغيرات والتطوير في البني السياسية في العالم. لقد مر على بعض الانظمة ورؤسائها المخلوعين والمنزوعة منهم السلطة ما يقارب القرن أو يزيد وحال شعوبهم في بؤس وتسلط ورمي في غياهب السجون فلا أحكام ولامحاكمات.فالمسار الديمقراطي الذي يولد تحقيق الكرامة الانسانية وحقوق الانسان والعدالة والقضاء على الفساد مفقود في تلك الانظمة بينما هو مطلب أساسي للحياة الشورية الديمقراطية.
والناظر فيما تمخض عنه هذا التسابق على كراسي البيت الابيض والمشاركة الشعبية بكثافة وشفافية ونزاهة يجد أن جل العرب والمسلمين الذين مسهم الضرر والبلاء تمنوا أن لو حكمتهم الديمقراطيات في مفهومها الغربي. وهم في الواقع قد اسرفوا في هذه الاماني والامنيات ففي تراثنا السياسي الاسلامي قواعد ومبادئ في مجال الاحكام السلطانية اعظم بل واوفى من الديمقراطيات الغربية أنه النظام الشوري الذي رسخ قيماً وتنظيمات للمشاركة الشعبية خصوصا فيما يتعلق بالقرار السياسي الذي يصب في مصلحة الامة الاسلامية وشعوبها.
إذن نحمد الله على نظامنا الاسلامي الشوري لو طبقناه في انظمة حكمنا في الشرق الاوسط مثل ما تطبقه بلادنا في تحكيم الشريعة الاسلامية لوفرنا على انفسنا وشعوبنا ما احدثته الثورات والربيع العربي من فداحة الخسائر. إذ لو عقل وتعقل الذين قبعوا على الكراسي وهمشوا شعوبهم وافقروا رعاياهم وجمدوا العمل بشوراهم لقالوا ليتنا فعلنا وفتحنا الابواب واستمعنا الى الناصحين وتنبهنا الى ما كان يحاط بنا من حواشي وبطانات السوء وعصابات من المنتفعين من زمرة الفساد من حولنا لما كان لنا هذا المصير . ولكن ولات حين مندم انها العبرة والاعتبار وبالله التوفيق والله المستعان.
أستاذ السياسة الشرعية والأنظمة بجامعة الملك عبد العزيز

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *