[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]حمزة كاشغري[/COLOR][/ALIGN]

الثورة العربية لم تتفجر فقط على صعيد السياسة والمجتمع، ولكنها تفجرت أيضاً على صعيد المعنى، الأساطير التي كانت جزءاً من الثورة، ستخلد في الذاكرة إلى الأبد، و سترويها الأجيال للأجيال .. شأنها شأن الأساطير في المسيرة البشرية .. ستروي أن آلاف المسحوقين في العالم العربي من باعة الخُضرة و الطبقة الشغيلة ظلت تُصفع و تُهان، و لكن ( بو عزيزي ) فقط هو الذي أشعل نفسه من بينهم .. و ستروي الأجيال أن ناصر العويني نزل قبل الجميع إلى الشارع ليصرخ: مفيش خوف .. انتصرنا .. تونس حرة .. و بن علي هرب ! سيتذكر الناس إلى الأبد أن مبارك أعاد موقعة الجمل في العصر الحديث .. و أن المسلمين كانوا يصلون بينما يحرسهم المسيحيون .. لن ينسى أحد أن القذافي قُبض عليه في ماسورة و هو الذي كان يسمي شعبه بالجرذان، و سيتناقل الناس أن مصراتة قصفت و الثوار لم يخفضوا أبصارهم من السماء و هم يستقبلون الموت .. سيظل الناس يرددون أغاني قاشوش و شعارات قاشوش .. و يتذكرون أن درعا كانت معجزةً وحدها، و أن الحي الواحد في حمص يُقتحم سبع مرات و يتظاهر في اليوم نفسه سبع مرات . سيحفر التاريخ اسم عبدالهادي خفاجة كما حفرت نوبل اسم توكل كرمان .. و سيتغنى العرب طويلاً طويلاً .. بهذا التاريخ الجديد المجيد .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *