أزماتنا حقيقة أم افتعال ؟

Avatar

[COLOR=blue]د. ناصر إسماعيل [/COLOR]
افتعال الأزمات علم يُدرس ..استعمله الإنسان ويستعمله منذ زمن طويل وتُختلق الأزمات لعدة أمور منها :توجيه الأنظار بعيداً عن أمر مهم يحدث أو سيحدث، :ذلك العلم يقوم غالباً على بعث الأفكار من خلال الأزمة المفتعلة ، لكشف وجهات النظر المتنحية، بمعنى سبر أغوار الواقع المجتمعي في داخل الدولة نفسها تجاه مشروع بذاته مع أو ضد، ومعرفة ردود الأفعال حتى يتم التخلص من معارضين معينين، بمعنى خلق أناس يدافعون بالنيابة ، ويسفهون بالنيابة بإدراك أو بتطوع لا يعلمون عنه – إشغال الدول بعضها ببعض (تقوم به الدول الكبرى) ومن ثم العمل على كسب الوقت واللعب على الطرفين. واعتقد بقوة أن الازمات العربية حتى سفاسفها لم تأت بشكل عشوائي بل بشكل مرسوم استراتيجيا ، لالهاء بعض الدول عن تطلعات لا تخدم مصالح الدول الكولويانية وهناك الأمور الداخلية وتوجيه الأنظار بعيداً عن تصرف ما أو حدث ما ، مثل التغطية على مشاريع فاسدة ، أو فضيحة بدأت تتضح بعض معالمها كالرشاوى والمحسوبيات ، واستغلال السلطة وانتشار الجهوية ، بالمقابل هناك أناس قد يتمكنون من الرؤية فيما بين الضجيج والضباب ، ويحددون هدف الأزمة ، سواء من العالمين ببواطن الأمور، أو ممن يتابعون عن كثب الأحداث المحلية والمحيطة ، أو الدولية .. كما تقوم الصحافة بأنواعها ببث أو تصعيد الأزمات ، يقوم بعض محلليها ، بالبحث عن الحقيقة ، ويبدأون بتوضيح ما يستطيعون التوصل له .. وهنا تبدأ حرب تظهر على شكل آراء متعددة لتشتيت الانتباه عن الوصول للحقيقة المصنوعة أصلًا في معامل الدراسات عن افتعال الأزمات ..
وهذا ما يجعل بعض الأزمات تطفو بين حين وآخر على السطح ، وبعضها ينتظر وقتاً يجهز به الثمر.
كيف يجهز للأزمة : كما أن هناك أسباباً ومسببات عديدة ومبررات يراها صناع الأزمات هناك طرق مختلفة . ولكل مجتمع ثقافته المعينة ، وكل مكان وزمان وبيئة لها طريقها بالرفض والقبول ، لذا تؤخذ مقاسات خاصة للأزمات حسب الشارع . وأي الوجهات يجب أن يلف باتجاهها.
هناك معامل خاصة للتجهيز والإعداد للأزمات وهي توجد في بعض البلدان الكبرى ، أي شيء تحتاج ، . من الوسط إلى الوسائل ، إلى تجهيز المتطلبات الأخرى ، مثلا بث الإشاعات أولًا ورصد المرتد منها ، أو نكت بلا مصدر، وقياس ترددها بين الناس وقبولها .. ومن ثم الدخول بقوة للميدان ، وترك الباقي للجمهور..
طبعا وهذا النمط مقبول عربيا ، وبعد دراسة ردود الفعل ، ومدى قوتها يتخذ القرار ، والحقيقة أن أبطال الأزمات يختلفون، هناك من يدخلون سريعاً وبعمق ، هناك من يدخلون الدائرة استعراضاً، وهناك من يتم تدريبهم لهذا الشأن ، وهناك من العامة من يتم استخدامهم بذكاء وتوجيههم رغم انفهم واسغلال ثرثرتهم وفضولهم لتحقيق مآرب خاصة ، عدى عن فئة المجندين لهذه الاهداف ، وهناك المتحزبون الذين يدخلون بقوة وبتطرف شديد ، وهم مدركون لما يخلقه رأيهم من ردود مضادة ، أو مؤيدة هم يريدونها أصلًا ، إما ليكون لهم اسم في الساحة وملعب ، أو لعل أن تكون لديهم حظوة لدى أصحاب القرار.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *