[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]موزة آل اسحاق[/COLOR][/ALIGN]

لقد اصبح الغالبية العظمى منا يشكو اطلالته ومعاناته من كثرة المواقف التى يتعرض لها وبشكل يومى سواء مع الاقارب او على مستوى العمل او العلاقات العامة خارج نطاق الاهل ومجال العمل من تدنى الاخلاقيات وقلة الاحترام وظهور العديد من السلوكيات الخارجة فى القول والفعل، وانعدام المصداقية، وقد طرأت العديد من هذه الظواهر وبصورة مفاجئة علينا، وهبت مثل الريح مع الطفرة الاقتصادية، وسلسلة التغيرات الاجتماعية والثقافية التى اقدمت على بلادنا مصاحبة لكل التحولات فى كل جانب من جوانب حياتنا ، الاخلاقى والسلوكى ومقارنة فيما مضى من السنوات السابقة كان الاشخاص تحكمهم الكلمة الطيبة وردود الافعال الايجابية والسباق فى تقديم الخيرات فى جميع المناسبات الاجتماعية سواء كانت بالفرح او بالحزن وغير المجاملات التى كانت تقدم بدون انتظار اى مقابل من الطرف الاخر سوى ان يرى ابتسامته على وجهه وكل ذلك كان يمر ويستمر بدون انتظار اى مقابل مادى من الطرف الاخر سوى الغذاء المعنوى او الحفاظ على الروابط والعلاقات الاجتماعية ويليها احترام الشخص نفسه لذاته وليس هناك اى مصالح خاصة، واضافة الى الصدق والامانة فى القول وتنفيذ الوعود بمجرد اعطاء كلمة للشخص بدون اى عقود ولا ماديات مشتركة ولا اهداف خاصة وكان الشخص يقدم الخدمة من اجل الخدمة نفسها وكان عرفا بينهم وقد كان يعاب على الشخص ان يرد اى فرد دق بابه وطلب منه اى مساعدة او خدمة ويسعى بكل جهده لقضائها واذا لم يستطع تلبيتها يكفل من يخول لديه لقضائها وهكذا كانت جمال الحياة التى يسودها الاخلاق واداب المعاملات الشخصية والمجتمعية وكل ذلك كان يتم فى ظل ظروف اقتصادية وحياة معيشية بسيطة جدا، مقارنة بما ننعم به الان من ظروف افضل بكثير مما كان عليه السابقون ولكن فقد الاحترام فى المعاملات اليومية واصبح الاحترام يقدم بناء على طبيعة العلاقة هل سيستفاد الطرف الاخرمنها ام لا، وبناء على قوة شخصيتى، فاذا كنت شخصا يحذر التعامل معه لانى لم اثمن الكلام الذى يخرج منى فالطبع سيحذر الكثير من حولى الاقتراب منى تجنبا لقوة معطياتى بالكلمات القوية والخارجة واصبح الاحترام هنا يفرض من الاخرين بالاكراه، او احترم من باب قوة الدخل المادى والمستوى الاجتماعى الذى اتنعم به وسواء كنت انسانا جديرا بذلك الاحترام ام لا، واما اذا كنت انسانا اتحلى بمزيد من الاخلاق والتربية الحسنة وليست لدى اسم عائلة كبيرة ولا مكانة اقتصادية فاخرة بالمجتمع فلا حول ولا قوة الا بالله انا واخلاقى وقيمى فى الحياة، وناهيك اذا لم تكن هناك مصلحة ستخرج منى لهذا الشخص، واضافة الى ان العديد من المصطلحات متداولة بيننا ومنها البقاء للاقوى، واذا لم تكن ذئبا لأكلتك الذئاب، فاذا اصبحت هذه هى المبادئ التى نتحلى بها فى ممارسة حياتنا اليومية، فالسؤال الذى يطرح نفسه هنا الى اين نحن ذاهبون؟. اضافة الى الحلف بالله بالكذب فى المعاملات وكثرة الوعود دون النية نفسها فى تنفيذها للشخص الذى يطلب المساعدة فى تلبية حاجاته ولم يطلبها سوى حاجة الزمن التى جعلته يطرق الابواب والاستغاثة بالاخرين ولكن دون جدوى، ولا ان تكون الاولوية من المنافقين فى تولى زمام امورنا وارزاقنا والقضاء على كل من يطلق كلمة الحق واصبح يحارب محاربة الملكين وهذا عكس ما كان فى السابق مما كان يتم البحث وتعين صاحب الكلمة والتنفيذ فى القول والفعل، وارتفع الان صوت المنافقين باعطائهم العديد من الامتيازات والمناصب الكبيرة وهم الذين اصبحوا ولاة امرنا والمتحكمين فى تيسير كل ما يتعلق بمسيرة حياتنا اليومية سواء فى العائلة او العمل والغالبية يرون جيدا تدهور العديد من المبادئ والقيم فى حياتنا ولا يستطيع ان يعترض احد وستجد الرد جاهزا من انا الذى سيغير الكون؟ ويغير من حوله من فساد منتشر بيننا فى الاقوال والافعال وكثرة الوعود والتباهى للاسف الشديد بكل هذه السلوكيات والمفاخرة بها؟ ونحن نصفق لهم انجازاتهم ومنظومة اخلاقيتهم فى الحياة والقول والفعل، واصبح كل ذلك ما يعطيك اى نوع من الامان وهو الذى يأتيك بعد التعامل مع عشرين شخصا تجد شخصا مازال عنده مبادئ وقيم محتفظا بها رغم الحروب التى يتعرض لها من قبل الاخرين لانه يطالب بعكس التيار السائد وهو انقلاب الموازين فى القول والفعل لكننا وبكل امل وثقة فى المرحلة القادمة ان نراجع انفسنا ونحافظ على القيم والمبادئ التى حثنا عليها الله عز وجل ونبيه الكريم ويكون قدوة لنا فى مراجعة انفسنا وان نتقى الله فى القول والفعل ونحن قادرون على ذلك.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *