أبناؤنا وعملية الطرد والجذب!!
عوامل الطرد عوامل غير مباشرة، ولا ينتبه لها الآباء؛ أما عوامل الجذب التي كان من المفترض، أن تطبق للحفاظ على الأبناء، وجذبهم، فليس لها مكان في قاموس بعض الأسر.
القسوة ليست حلا، وما يقوم به الأبناء من تمرد وعصيان وتناقضات إنما تفرضه طبيعة مرحلة المراهقة والطيش، وهي ردود أفعال انتقامية من القسوة والعنف. فلو وجدوا أذناً تسمعهم وقلباً يحتويهم لتحولت ساحات الحروب إلى واحات من الود والترابط، لماذا صراع السيطرة وصراع القوى؟ ولماذا الرفض في كل الأحوال؟ يصدم المراهق بالرفض من قبل والديه، فالأهل للأسف ينسون التغييرات التي تحدث في حياة أبنائهم، في المراحل الحرجة التي تمر بهم، وتجعلهم يشعرون بحالة شديدة من القلق والضياع، فهم في دائرة عجز وفقدان توازن، فلا هم بالكبار الذين يستطيعون أن يستقلوا بذاتهم، ويعتمدوا على أنفسهم، ولا هم بالأطفال، نضوجهم لم يكتمل وصراعهم داخلي من أجل إثبات الذات. الصغار يكبرون ويشعرون بهذا النمو من خلال التغيرات الجسمية التي تطرأ عليهم، فلماذا لا يكبرون في أعيننا، ونحس بهذا التغير؟!! لماذا لا نشعرهم باستقلاليتهم ونعطي الفرصة لشخصياتهم لتنمو وتنضج؟!! لماذا لا نسمعهم أولاً، ثم نحدد إستجابتنا أو رفضنا لطلباتهم وسلوكياتهم.
الأذن التي تسمع خير من اللسان الذي يرفض، النقد مستمر والمقارنة بغيرهم مستمرة، والشك في تصرفاتهم وارد، وأيضا إحباطهم وارد، وعدم اكتراثهم بالآخرين؛ خاصة الكبار وارد، ما دامت المعاملة بهذه الطريقة.
لماذا لا نغمرهم بالحب والأمان، ونجعلهم يثقون بنا، ونعاقبهم عقاباً مناسباً لحجم الخطأ، لتقويمهم، ولا ننسى مبدأ الثواب، فليس أسوأ من العذاب، من أجل العقاب، لا من أجل تعديل السلوك.
بالحب يحيا الإنسان والتربية الديمقراطية تعتمد على الحب، وتنمية هذا الحب في قلوب الأبناء؛ لأنه حجر الزاوية فيها، فلماذا لا نكون آباء ديمقراطيين، ونستخدم معهم أسلوب الحوار ومبدأ تحمل المسؤولية، فالإحساس بالمسؤولية يوقظ ضمائرهم، ويحقق ذواتهم، ويلبي الحاجات الإنسانية فيهم فتضرب جذورها في العمق الإنساني، فتسمو وتسمو بهم؛ أخلاقاً وتهذيباً ، من جيل إلى جيل.
المال والبنون زينة الحياة الدنيا، نعيش لهم ومن أجلهم نعيش.
[email protected]
ِِ
التصنيف:
أستاذة أنيسة .. مقالك ينضح بالانسانية ، والتربية السليمة لأبناءنا بناة المستقبل .. يجب أن نحتضنهم ونستوعب متطلباتهم ونشغلهم بكل ما هو قيم ومفيد ونكثف في تعليمهم واعدادهم جيداً بالمهن والحرف اليدوية التي سيشغلون أنفسهم بها في أوقات الفراغ وتدر عليهم ربحاً في غابر الأيام .. وفقك الله