[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالرحمن المطيري[/COLOR][/ALIGN]

كيف استقبل سُكان كوكب الأرض يوم أمس عامهم الجديد ؟ لا أعني الى أية ساعة سهروا أو في أي مقهى صغير قضوا ليلتهم الأخيرة من عامهم الذي مضى و احتفلوا , بل كيف كانت مشاعرهم تجاه هذا الرقم الجديد في حياتهم ؟ و ما هو تأثير ما حدث في العام 2011 م عليهم؟ وهل سوف يكون حاضراً و مؤثراً في تفاصيل عامهم الجديد بأثر رجعي؟ أم أن الموضوع أبسط من كل ذلك ولا يعدو كونه عاماً جديداً سيحمل مزيداً من جرعات التفاؤل لهؤلاء السُكان بمعيشة أفضل من خلال فرص عمل أكبر و اقتصاد أقوى وهذا ما يهم بعيداً عن ما يحدث من حولهم من أزمات سياسية , فلو قمنا بتصنيف أولئك السُكان من نافذة اهتماماتنا كسعوديين سنجد أنفسنا أمام تصنيفات ثلاثة ( غربياً , عربياً , سعودياً ) , وهنا تبدأ فروق كيف اُستقبل هذا العام الجديد في الظهور بشكل كبير , طوال السنوات الماضية كان الحضور الغربيٌ على الساحة العالمية طاغياً من خلال ما يحدث هناك من ازمات سياسية ومالية جذبت اهتمام العرب والسعوديين عدا أنه في العام الماضي بالتحديد يكاد يكون الحضور الغربيٌ ( غائباً ) عن المشهد العالمي باستثناء زواج حفيد الملكة ويليام من كيت والذي تابعه نصف سُكان كوكب الأرض من أجل روح المرحومة ( ديانا ) ثم انسحاب القوات الأمريكية من العراق وأزمة اليونان الاقتصادية وذلك يعود للأحداث الكبيرة التي كانت تحدث في الشرق الأوسط ومن ضمنها مقتل أسامة بن لادن والتي سوف تقودنا – أي الأحداث – مُجبرين للحديث عن التصنيف الأهم الثاني ( عربياً ) , فمنذ أول أيام عام 2011 م كانت تونس تنتفض بروح بو عزيزي رحمه الله ليهرب الرئيس بجملته التي ستعلق في ذاكرة كل مواطن عربي بسيط ( أنا فهمتكم ) ليسقط أول نظام عربي بأمر الشعب , القاهرة أيضاً لحقت بالخضراء ولسان حالها يقول ( هرمنا من أجل هذه الشرارة ) لتحرق سجون الأمن المركزي ويسقط حضرة الطيار مُبارك , ليبدأ بعد ذلك ثوار مصراته والزنتان في ملاحقة أبو منيار زنقة زنقة مدينة مدينة حتى آخر معاقله ليقتل معمر القذافي و ابنه في يوم واحد وتتشرد عائلته على أيدي الثوار هناك فيسقط ثالث الأنظمة القمعية العربية التي كانت جاثمة على صدور شعوبها ظلماً و قهراً لعقود طويلة , أخيراً يتذكر السعوديون من عام 2011 م وفاة الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله و قرارات ملكية مست حياتهم تتعلق بمشكلة السكن و التوظيف و صرف بدل البطالة( حافز ) والذي حُرم منه أكثر من مليوني عاطل بحجة أنهم غير مستوفين للشروط ! ( احتفل ) الغرب بعامهم الجديد كعادتهم و ( بكى ) العرب على عامهم المجيد الذي قد مضى و ( علق ) السعوديون ما بين الاحتفاء والبكاء .
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *