[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]جيدة أحمد سمان[/COLOR][/ALIGN]

نفتخر دوماً إذا رأينا بيننا أناسا أمضوا جلّ عمرهم في خدمة هذا الوطن الغالي، ونجد لزاما علينا ان نؤدي واجب الشكر لهؤلاء الذين لم يألوا جهدا في خدمة الوطن المعطاء واهله الكرام.
وكلنا يذكر مقولة سيدنا عمر بن الخطاب في شيخ من أهل الذمة كان يسأل على أبواب الناس:
(ما أنصفناك إن كنّا أخذنا منك في شبابك ثم ضيعناك في كبرك) فالوفاء خلق كريم مطلوب من كل انسان أن يتحلى به وهو يختلف ويتنوع الى عدة انواع، فهو يتنوع باعتبار الموفى له الى:
– الوفاء لله تعالى ويكون بالاخلاص له بعد الايمان به والعمل بأوامره واجتناب نواهيه وقد أمرنا المولى بذلك في قوله (وبعهد الله أوفوا..)
– الوفاء لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالايمان به وحبه واتباع سنته.
– الوفاء للناس الذين احسنوا اليه او تعامل معهم وعاشرهم ومن ذلك:
– الوفاء لولاة الامر ويكون بموالاتهم.
– الوفاء للوالدين ويكون ببرهم والاحسان لهم.
– الوفاء للأقارب والأرحام.
– الوفاء للزوج والزوجة.
هذا ويتنوع الوفاء ايضا باعتبار الموفى به:
– الوفاء بالعهد.
– الوفاء بالعقد.
– الوفاء بالوعد.
– الوفاء بالامانة.
وفي سيرة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ما يشهد لكل نوع من تلك الانواع.
ونحن اليوم في يوم الوفاء نقول:
ان الوفاء كان ويكون من المتقاعد بإخلاصه لبلده وأمته وأمانته في أداء ما يسند اليه والمحافظة على المال العام.
كما ان الوفاء حق واجب للمتقاعد ويكون بالإخلاص له والبذل والعطاء والحفاظ على الود والعهد معه والبعد عن النذر والخيانة معه.
وهذه المعاني ينبغي أن تتجلى في تقديم كل ما يمكن تقديمه للمتقاعدين ومن ذلك:
1- إعطاؤهم امتيازات بتخفيض الرسوم وتقديمهم في المستشفيات العامة والخاصة والمرور والخطوط السعودية والاحوال المدنية والمؤسسات والشركات.
2- الاستفادة من خبراتهم بان يوظف من يرغب منهم في القطاع الخاص.
3- اقامة مراكز ثقافية يشرف عليها الاخوة الكرام الذين يقومون بتثقيف الشباب وتذكيرهم بالنعم وشكرها.
4- ايجاد نواد لهم في كل حي.
وأقدم اقتراحا أخيرا وهو الرجاء من ولي الأمر ملك الإنسانية وولي العهد الامين وحكومته الرشيدة إعادة النظر في نظام التقاعد، فهو يخصم من راتب الموظف شهريا ويحفظ له، فهو جزء من ماله فإما أن يعطي للمتقاعد عند تقاعده يستعين به فيما بقى من عمره ليحيى حياة كريمة، أو أن يعطى كاملاً لورثته بعد وفاته فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: (إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس).
ولكل متقاعد أن يختار ما يشاء.
كما أن له خياراً ثالثاً وهو أن يتبرع به من باب الوصية كما في الحديث الشريف (إن الله تصدّق عليكم عند وفاتكم بثلث أموالكم زيادة في أعمالكم).
وفي الختام أتقدم بالشكر الجزيل للجمعية الوطنية للمتقاعدين بمحافظة جدة التي أشعرتنا بأننا ما زلنا رجالاً ونساء قائمين بخدمة الوطن الغالي بما لدينا من خبرات بالإمكان الاستفادة منها في بلد الخير والعطاء فهو يحتاج الى كل جهد لبنائه ورفع بنيانه بالداخل والخارج وفاء له (إذا كنتم في نعم فارعوها فإن المعاصي تزيل النعم).
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *