[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد بشير علي كردي[/COLOR][/ALIGN]

لكل من اسمه نصيب، ولكل من برج ميلاده نصيب، وإن كنت لا أؤمن بالتبريج وبقراءة المستقبل، غير أن ولادة دولة في الأول من برج الميزان(23-9-1932) وتسميتها بالسعودية ( من السعد) واستمرارها أكثر قوة من يوم ولادتها، وتحقيقها الوحدة بين سكانها من شرق الخليج العربي إلى الغرب حتى البحر الأحمر، مع نعمة الأمن والأمان والاطمئنان يؤكد ما يقال عن النصيب في الاسم وفي البرج.
بهذا بدأ والد رشا الحديث مع الجيران وقد عدنا في ساعة متأخرة من مساء أمس الخميس من حفل اليوم الوطني للمملكة الذي أقامه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة أسبانيا ، وحضرته جموع غفيرة من أصدقاء المملكة، من بينهم كبار الشخصيات السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية، ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدة في مدريد وكبار أعضائها إضافة إلى وجهاء الجاليات العربية والإسلامية.
وتدخل رشا في الحديث لتقول بأن يوم المملكة الوطني هو من الأيام المشهودة التي يحرص أصدقاؤها على حضور حفله، وأن لحضور صاحب السمو الملكي السفير وما كسبه من صداقات على كافة المستويات يعطيها هي وأصحابها الفرصة لمقابلة كبار رجال السياسة والثقافة والاقتصاد وكذا السفراء والمراسلين الصحفيين والتحدث مع بعضهم في مواضيع الساعة، فالمملكة هي حجر الزاوية ومركز الاعتدال في العالم لثباتها على المبادئ التي أرساها مؤسسها الملك عبد العزيز آل سعود – يرحمه الله-، وبفضل هذا الثبات نرى السياسة الخارجية للمملكة واضحة ومستقرة، همها العدل والأمن والأمان للجميع، والمحافظة على التراث والعقيدة السمحة ، ونوهت بما سمعته في الحفل من صدور أمر ملكي بإنشاء مؤسسة تحمل اسم مؤسسة خادم الحرمين الشريفين للأعمال الخيرية والإنسانية ومن بين اهتمامات هذه المؤسسة \” دعم جهود الحوار بين أتباع الحضارات والأديان وتشجيعها والمساهمة فيها، ونشر معاني الوسطية والاعتدال والتسامح والسلام وتعزيز القيم والأخلاق والتقريب بين المذاهب الإسلامية ، والحد من الفرقة والخصام، ونبذ العنف ومكافحة الجريمة بجميع أشكالها، وتخصيص الكراسي العلمية والبحثية في المؤسسات التعليمية، وتقديم المساعدات والمنح للباحثين والدارسين في شتى انواع المعرفة، وكثير غير ذلك من الأهداف النبيلة\”.
وعلق الجار فرناندو على إنشاء مؤسسة بهذه الأهداف بأنه أمر مهم للغاية سيذكره التاريخ لخادم الحرمين الشريفين وقتما يعطي ثماره كما ذكره لخلفاء الأندلس وهو يوثق جهودهم في نشر العلم والمعرفة وتعايش طوائف المجتمع الأندلسي على اختلاف أشكاله وأجناسه بألفة ووئام.
الصديق الأندلسي الذي التقينا به في الحفل وصحبنا إلى متابعة الأمسية مع الجيران تمنى أن يكون في وسع المؤسسة رعاية كافة المراكز الإسلامية التي شيدها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد- يرحمه الله- خارج المملكة، وتوفير احتياجاتها من نفقات تسيير وصيانة وأنشطة ثقافية، وفي إطار القوانين السارية المفعول في الدول المضيفة، منوها بأن المجتمع الغربي يجهل الكثير عن روح الإسلام وتسامحه، و لا زال النظر عند البعض إلى هذه المراكز على أنها بؤر للإرهاب بعد أحداث ما ما سمي بـ9/11، وبالتالي لا بد من إيجاد طريقة مالية سليمة للتمويل كالوقف الإسلامي في بلد الموقع.
وكان لوالدة رشا نصيب من المشاركة في الحديث، فأثنت على جهود السفارة في توطيد وتمتين العلاقات بين البلدين، ولما يبذله صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف من جهود لدفعها إلى الرقي وإلى المزيد من المنافع المتبادلة.
وعادت رشا لتختم الدردشة بالتمني على المؤسسة التي أمر خادم الحرمين بإنشائها أن تولي أمر التوفيق بين المذاهب الإسلامية جل عنايتها واهتمامها، فما يعمل عليه المغرضون من أعداء الإنسانية من إزكاء الصراع الطائفي في المشرق العربي وخاصة في العراق حيث لا يخلو يوم من تفجير وقتل للأبرياء، وما تنفثه تقارير المنظرين السياسيين عن حرب واقعة لا محالة بين معتنقي المذهبين السني والشيعي لردع إيران عن مواصلة مشروعها النووي هي من الأمور التي لا يمكن السكوت عنها و لا تأجيل وضع نهاية لها، فسلام العالم متوقف على سلام المشرق. ودعا من حضروا الأمسية لخادم الحرمين الشريفين بالتوفيق فيما يصبو إلى تحقيقه.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *