يوسف ذلك الرجل النبيل
علي محمد الحسون
كان ذلك إن لم تخني الذاكرة في 27-12- 1399هـ أي قبل أحداث الحرم في عام 1400هـ تلك الأحداث التي تذكر ولا تنعاد بإذن الله في ذلك اليوم 27-12-1399هـ كنت في زيارة لصاحب السمو الملكي الأمير عبد المحسن بن عبد العزيز امير منطقة المدينة المنورة أيامها وكان في ينبع حيث تجري الاستعدادات لاستقبال صاحب الجلالة الملك خالد بن عبد العزيز لافتتاح مدينة ينبع الصناعية ,كان سموه يشرف على استعدادات الاستقبال وكان يسكن يومها في منزل ذلك الرجل المهذب قليل الكلام كثير الصمت والتأمل وكان المسؤول عن مشروع المدينة الصناعية بكل مرافقها, يومها أُخذت بشخصيته التي اتضحت أمامي أكثر وأنا وهو نرافق الأمير عبد المحسن إلى حفل العشاء المقام لسموه في قطاع الحرس الوطني، لينقطع أو يتوقف الاتصال فيما بيننا إلى عام 1416هـ عندما التقيت به في منزله على البحر في جدة، كان لا يزال ذلك الرجل -الرشيق- وإن كان اكثر صمتاً وتأملاً، لقد كان شديد الكراهة في الحديث عن أي إنسان كان غائبا عن مجلسه وكنت ألمح عليه كراهته تلك في إدارة دفة الحوار أو الحديث إلى نواحٍ أخرى إذا ما شعر أن هناك في مجلسه من يحاول النيل أو التعرض لآخر كان غائباً.. وكانت تلك إحدى فضائله، لقد كان الرجل النبيل يوسف عبدالله الخريجي وهذا اسمه رجلاً لماحاً، ذات يوم وكنت في حديث تاريخي معه ليفاجئني ثاني يوم بإرساله لي موسوعة تاريخية إسلامية عزيزة.
في السنتين الأخيرتين تعرض لقسوة المرض كنت أسأل عنه بين فترة وأخرى أخاه الأستاذ محمد عبد الله الخريجي فكان يقول لي ادعو له وكنت ألمح الأسى في نبرات صوته واردد في داخلي الله يحفظه، إلى ان نعاه الناعي.
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وألهم زوجته وأبناءه وأخوانه وأهله ومحبيه الصبر والاحتساب.
\”إنا لله وإنا إليه راجعون\”.
التصنيف: